نعيم عون، اسم غير معروف إعلامياً، ولكنه معروف جيداً في أوساط العونيين السابقين والحاليين، هو ابن أخ رئيس الجمهورية ميشال عون، ولكنه لا يعيش في جلباب عمه، وليس مدللاً كالوزير السابق وصهر الجنرال ورئيس التيار جبران باسيل، والسبب بسيط: حالة تمرد قادها نعيم داخل التيار الوطني الحر عام 2015، عندما أراد ميشال عون حينها تسليم حزبه لجبران باسيل، وحصل اعتراض كبير من قيادات وكوادر قديمة في التيار، وكان على رأسها نعيم عون وزياد عبس، وأرادوا خوض انتخابات حول رئاسة التيار الوطني الحر، ورشحوا وقتها آلان عون، ابن أخت ميشال عون لرئاسة التيار، لعله يستطيع الوقوف في وجه طموحات جبران باسيل في الاستيلاء على التيار.
فشل فريق نعيم عون حينها في تحقيق هدفه، ولم يستطع إبعاد باسيل عن رئاسة الحزب، وما تتضمنه من صلاحيات: الأمر والنهي في المحاصصة النيابية والوزارية وفي وظائف الدولة. يومها لم تجر الانتخابات، بسبب ضغط ميشال عون على ابن اخته آلان عون للانسحاب من معركة رئاسة التيار، وفاز جبران باسيل بالتزكية.
ليوم يقوم نعيم عون بمحاولة ربما تكون الأخيرة، لاسترداد ما يعتبره “حقه” بأخذ قليل من السلطة، التي حرمه منها عمه كرمى لعيون باسيل. شكل نعيم لائحة في بعبدا لمواجهة آلان عون، مرشحه السابق لرئاسة التيار، الذي لم يستطع الخروج على سلطة باسيل المباركة من خاله “العرّاب” ميشال عون.
“بعبدا تنتفض” اسم اللائحة التي يرأسها نعيم عون، وهي لائحة غير مكتملة، تضم أربعة مرشحين، من أصل 6 مقاعد في بعبدا، وهي تواجه تحالفاً قوياً جداً من التيار الوطني الحر و”حزب الله”، ولديها حظوظ قليلة بالحصول على مقعد نيابي، كونها لا تحمل مشروعاً سياسياً واضحاً، بقدر ما هي ترجمة لإشكال عائلي في البيت الواحد، وصراع قديم على من سيرث ميشال عون.
تمكّن جبران باسيل
من وضع معارضيه داخل “الحالة العونية” في الظلام،
حتى عندما حاولوا تنظيم إطار سياسي
يضم المنشقين عن التيار وأسموه “التيار” منذ بضعة سنوات،
تقدم باسيل بشكوى لدى قضاء العجلة،
ومنعهم من استعمال الإسم. الآن،
لا يستطيع باسيل أن يحرم معارضيه من الترشح،
ولكنه يستطيع أن يجير جميع الأصوات العونية الى لائحته،
كون الحالة التي تشكلت في وجهه ظلت ضعيفة جداً،
ولن تستطيع أن تنتزع منه ولو مقعداً نيابياً واحداً.
حتى شامل روكز وضعه صعب جداً في كسروان،
وزياد عبس فوزه غير واضح في بيروت الأولى،
ورمزي كنج يواجه علي عمار ومن ورائه “حزب الله”،
فيما نعيم عون في وجه آلان عون،
النائب القوي في بعبدا، وهذا ما سيفرح باسيل،
و”يربّي” من يحاول التمرد عليه داخل التيار،
كما فعل حكمت ديب مؤخراً،
عندما استقال من التيار،
وأعلن تمرده، بسبب عدم ترشيح باسيل ل
ه في بعبدا من جديد،
إلا أن ديب عاد منذ أيام
وأعلن دعمه للائحة التيار في بعبدا،
وأوقف انتفاضته،
كونه يعلم أن لا سلطة له خارج الكنف الباسيلي.