” حزب الله ليس جمعية خيرية”…ما هو ثمن سقوط صقور سوريا وتعويم التيار؟

حزب الله ليس جمعية خيرية””راحت السكرة وإجت الفكرة”… بعد أن عدّت مرحلة الإنتخابات النيابية وانتهت الإحتفالات ومرحلة عرض عضلات الفائزين، فماذا بعد؟ لبنان

فعلياً، لا بدّ من التوقف عند قوة الدعم التي نالها التيار الوطني الحر من السيد حسن نصرالله والتي ستترجم لدى البدء بالعمل البرلماني والتشريعي.

تبيّن خلال فترة “كواليس” الترشيحات ان التدخل السوري المباشر في تشكيل لوائح 8 آذار كان استثنائيا هذا العام منذ تاريخ خروج قواتها من لبنان عام 2005، وكأن

شيئا تحضّر كالحصول على كتلة موازية لكتلة المقاومة وكتلة مقربة من سوريا الاسد على غرار التجمع الذي أطلقه الداعية فتحي يكن قبل اعادة

تموضع جبهة 8 اذار مقابل تجمع جبهة 14 آذار.

التفكك الحاصل في الأحزاب التابعة لسوريا الاسد كالحزب القومي السوري الاجتماعي وحزب البعث العربي الإشتراكي جعلت سوريا تضغط بإتجاه ترشيح شخصيات

موالية لها بالمباشر وهذا ما عزّز عملية شدّ الحبال بين سوريا وحزب الله، فنجحت في فرض ترشيحات في اماكن وفشلت في أخرى. إلا انه في نهاية المطاف استطاع

الحزب الاطاحة بالعدد الاكبر من مرشحي سوريا لصالح التيار الوطني الحر لمعرفته المسبقة ان التيار سيكون بتصرفه وهذا ما لا يضمنه مع الكتلة السورية التي

ستكون مرجعيتها السياسية خارجة عن إرادته،

كما لن يقبل بتقاسم الساحة اللبنانية مع السوريين مجدداً.

عملت سوريا على ترشيح شخصيات كانت لتشكل كتلة وازنة من 15 شخصية تقريباً لها تمثيلها في مناطقها كجميل السيد، وايلي الفرزلي، وحسن مراد، ووئام وهاب، وطلال أرسلان، وفيصل كرامي، وطوني فرنجية، وجهاد الصمد، ومحمد يحيى، وحيدر عيسى… الخ، لكن بعد سقوط معظمهم لم يعد لهذا التكتل أي اهمية.

وعليه، فهِم جبران باسيل موقف الاسد وتوجه اليه بتحية

“شراكة” في الاحتفال الكبير الذي اقامه بمناسبة الفوز وبحضور حشد كبير من اللبنانيين السوريين ابناء وادي خالد والعلويين.

استفاد الحزب من سقوط صقور سوريا مبعداً عنه

الكأس المر ومعوّماً شريكه التيار بتسعة نواب والسؤال الذي يطرح نفسه: ما المطلوب اذاً بعد اطاحة الحزب

بحلفاء سوريا لحساب التيار وما الذي يستطيع التيار تأمينه ولا تستطيعه سوريا؟

طبعاً حزب االله ليس جمعية خيرية يوزّع مقاعد على البعض ويحرمها على البعض الآخر فهذا الحزب البراغماتي يخطط لما يريده ويعرف متى يحصل عليه، يقرأ جيدا الارضية السياسية والتطورات الاقليمية وتفاعلها على الساحة اللبنانية، كما يعتبر اليوم انه الناقل الوحيد للأزمات الخارجية الى الداخل اللبناني

وهذا ما نعيشه منذ فترة ونعيش تداعياته في الاوضاع

السياسية والاقتصادية والمعيشية، كذلك بالنسبة لحرب روسيا على اوكرانيا والتي لم تستطع تنفيذ ما كانت

تطمح لتنفيذه، تبحث اليوم على اصغر انتصار لتتنفس

به الصعداء، وهي الراعي الرسمي لمحور الممانعة في المنطقة اضافة الى تأثيرها في تعثّر المفاوضات النووية في

فيينا ولو ربحت روسيا لكان المشهد قد تغيّر ولصالح حلفائها بالطبع.

كل ذلك قرأه السيد نصرالله( حزب الله )جيدا مما سيدفعه لاحقاً لتثبيت بعض المكاسب التشريعية التي حققها خلال تلك السنوات قبل الخسائر التي سيتكبدها هذا المحور في السنوات القادمة.

طبعاً يعلم التيار الوطني الحر ان التحالف مع حزب الله الذي تجدد في الـ 2022 لن يكون نزهة كسابقاته فالحزب لن يرحمه هذه المرة

وعلى قاعدة “Qui donne ordonne” من هنا سنرى ان كل ما سيطلبه سيُنفذ ولو بالحد الأدنى من الغطاء المسيحي لتشكل له الميثاقية

وهذا سبب من الاسباب التي دفعت الحزب الى التحالف

مع التيار لتأمين له ما لا يستطيع أزلام سوريا تأمينه.

بالطبع أمِل الحزب بنيل الاكثرية المطلقة في المجلس

النيابي لتغيير الدستور وربما النظام (بعكس ما يدّعي)

إلا ان حسابات المجلس الجديد جاءت مختلفة خاصة

انها ستتظهر في العمليات التشريعية ولن تكون

بالسهولة التي مورست في المعركة الشكلية على نيابة

رئاسة مجلس النواب لذلك سيعمل الحزب وبكل ما أوتي من قوة

، للتمسك بحكومة جديدة تشبهه من خلال وضع شروط لتمييع التشكيل وتييئيس القوى المعارضة وابعاده

ا عنها لتنتقل الى الاستحقاق الآخر وهو انتخاب رئيس للجمهورية،

وهنا سيتمسك بالخيار الوحيد وهو النائب جبران باسيل

لإبطال مفعول الانتخابات الاخيرة وإبقاء لبنان على صورته

الحالية اي ضمن المحور الايراني والاستفادة مما

تبقى من مقدراته الى حين حصول التغيير الكبير

وهو إمّا إبعاد لبنان عن ايران وإمّا

إبعاد ايران عن لبنان والى حين تحقيق

الامنية الاخيرة سيبقى لبنان غارقاً في المستنقع ومن سيئ الى أسوأ.

مواضيع ذات صلة

https://beirut-elhora.com/category/%d8%a7%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d9%85%d8%ad%d9%84%d9%8a%d8%a9/

Exit mobile version