على مسافة أيام معدودة من موعد إجراء الإستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس مكلّف لتشكيل الحكومة العتيدة، تبدو الصورة مشوّشة على مستوى الكتل ومرشّحيها، إذ من غير الممكن معرفة المنافسين
الحقيقيين للرئيس نجيب ميقاتي، وبالتالي، من المبكر إكتمال لوحة الإستشارات قبل مطلع الأسبوع المقبل.
وفي حين يُجمع النواب على أن الظروف الحالية إستثنائية على كل المستويات،
فإن التركيز هو على أن تسير عملية التسمية والتكليف، وفقاً لإيقاع سلس،
ومن دون أية تعقيدات أو شروط أو تجاذبات.
وفي قراءة لمشهد الإستشارات المرتقبة، يرى رئيس تحرير جريدة “اللواء” صلاح سلام،
أن “الواقع السياسي اليوم يختلف عما كان عليه في كل عمليات تشكيل الحكومات السابقة،
لأن لبنان في حالة انهيار، والتأخير يطبع الإستحقاقات، خصوصاً وأن موعد هذه الإستشارات أتى بعد شهر وأسبوع على الإنتخابات النيابية في 15 أيار الماضي”.
ويقول سلام لـ “ليبانون ديبايت”، إن “الرئيس نجيب ميقاتي ، هو المرشّح الأبرز لأن تسمّيه غالبية الكتل النيابية،
وذلك، لسبب بسيط وهو أنه رئيس حكومة تصريف الأعمال، وسيصبح رئيساً مكلّفاً لتشكيل الحكومة الجديدة، ولكن إذا عجز عن التأليف، فسيبقى رئيساً لحكومة تصريف الأعمال، بينما إذا تمّ تكليف شخصية أخرى،
سيكون هناك الرئيس المكلّف والعاجز عن التأليف، ورئيس حكومة تصريف أعمال، ما سيؤدي إلى المزيد من الإنهيارات على الساحة الداخلية”.
ويعيد سلام، هذه القراءة، إلى أن “الكتل التي ستسمّي الرئيس ميقاتي، قد عبّرت عن توجّهها هذا،
بينما غالبية نواب المعارضة والتغيير كما المستقلين، ما زالوا في مرحلة البحث والتوافق في ما بينها لترشيح شخصية لتولّي مهمة تأليف الحكومة”.
ولكن إمكانية وصول هذه الكتل التي لا تزال مشرذمة اليوم، إلى رؤية واحدة، تبدو صعبة
لأن ما من مرجعية تجمعها، وفق سلام، الذي يشدد على أهمية أن “تتشكل جبهة سياسية عريضة في عملية تسمية الرئيس المكلف، وإن كان من الصعب على أي جهة سياسية أن تجمع نواب “التغيير”
والمعارضة والمستقلين في جبهة سياسية واحدة، لأن نواب التغيير يعتبرون أحزاب المعارضة جزءاً من المنظومة السياسية،
ما يجعل من التقاطع في ما بينهم، مهمةً شبه مستحيلة، مع العلم أن هذه القوى
تشكّل الأكثرية في المجلس النيابي عندما تجتمع”. وبالتالي، يقول سلام إن “هناك إمكانية للتكليف،
لكن الرقم سيكون هزيلاً
ولن يتجاوز عدد الأصوات الـ 65، وذلك بسبب غياب الإجماع على ميقاتي”.
وعن الواقع على الساحة السنّية، ودور نادي رؤساء الحكومات في هذا المجال، يؤكد سلام،
أن “التسمية هي عملية برلمانية تشارك فيها كافة الكتل النيابية بمعزل عن الواقع السنّي،
وإن كان الرئيس ميقاتي هو الأبرز على هذه الساحة، ويحظى بدعم دار الفتوى،
وهو اليوم أيضاً على رأس حكومة ويحظى بدعم خليجي وغربي، لأن مجرّد إعادة طرحه من قبل باريس، يعني أنه مقبول من عدة أطراف خارجية وخليجية”.