بقلم شادي هيلانة – أخبار اليوم
لنّ ينتظر الرئيس المكّلف نجيب ميقاتي طويلاً ليُظهر مسودة حكومته الجديدة،
فمن المؤكد انّ الرجل سيجري تقييماً لعمل
وزراء الحكومة الحاليّين، من نجح منهم في مهمته ومن اخفّق،
من أعطى حضوره قيمة اضافيّة ومن كان “كمالة عدد” لا اكثر ولا اقّل.
فمن المعروف انّ بين ميقاتي والنائب جبران باسيل، تباعداً سياسيّاً،
كما وصفه مقربون من الجانبين، الوضع بينهما ب “منن كتير اصحاب”،
فمشاكل الرجلين تفاقمت على ملفات متعلقة بالكهرباء والرغيف والمياه
وبتسيير أمور الدولة، واداء الحكومة السابقة، وكان الابرز على الاطلاق معمل “سلعاتا”.
في سياق ذلك، يقول مصدر مطلع على خفايا الامور انّ باسيل همّه الاساسي
“قلع” ميقاتي وحاكم المركزي رياض سلامة معاً، وهو على هذا الصعيد
سيفتح اكثر من جبهة. ومن المرجح ان يرفع سقف المطالب أمام الرئيس
المكلف من خلال فرض شروط قاسية لا تتلائم مع متطلبات معالجة الازمة المستفحلة.
ويعتبر المصدر في حديثه الى وكالة “اخبار اليوم” انّ من كان يعّول عليه
باسيل للسير في ما كان يخطّط له- ايّ حليفه الاستراتيجي حزب الله-
لنّ يسايره هذه المرّة في أمر يعتبره عكس قناعاته اقلّه فيما خص ميقاتي والحكومة العتيدة.
ولم تنته الامور هنا، بل فقد “مونته” على نواب حزب الطاشناق وعلى عضو
كتلته النائب محمد يحيى، لذلك قرّر باسيل عدم تسمية أحد لرئاسة الحكومة
العتيدة واكمل “حربهُ” على الرئيس المكلف.
ووفق المؤشرات، قد يستثنى التيّار من التشكيلة الحكوميّة
التي سيقدمها الاسبوع المقبل وسيكون out اللعبة من ناحية فرض شروطه – وهذا ما لنّ يقبل به الرئيس عون.
في المقابل، ما بات معروفاً أن ميقاتي لا يرضى بأيّ شروط مسبقة،
وهو يملك مطلق الصلاحيات وبالتشاور مع رئيس الجمهورية لتشكيل الحكومة،
لكنّ ما هو منطقي اكثر ، من ناحيّة الاعتقاد، انّ هناك استحالة لتشكيل حكومة
في الوقت الراهن، وأنّ الافرقاء السياسيّين ليس لديهم رغبة لخوض معارك
لا فائدة منها حول الحصص والتوازنات، بل انطلقوا للبحث عن هويّة رئيس الجمهوريّة المقبل.
الى ذلك، ما يجب التنبه إليه بشكل جذري هو الظروف الإقليمية والدولية
المحيطة بالملف اللبناني، نظراً إلى أن المرحلة الإنتقالية، التي يتم الحديث عنها،
لا يمكن أن تكون بعيدة عنها بأيّ شكل من الأشكال. الى جانب ضرورة التنبّه إلى
ما قد يطرأ على مستوى ملفّ ترسيم الحدود البحريّة مع إسرائيل، نظراً إلى الحاجتين
الأميركية والأوروبية إلى الحسم في وقت قريب، بينما بعض المؤشّرات توحي
بصعوبة حصول ذلك، لا سيّما أنّ تل أبيب تتّجه إلى إنتخابات برلمانيّة مبكرة.