“ليبانون ديبايت”
تترَّقب الأوساط ما ستؤول إليه نتائج الإتصالات والمُشاورات المُحيطة بتشكيل الحكومة في ظلّ أجواء تُوحي بإستمرار تصريف الأعمال للحكومة الحاليّة، وينشغل الكبار ومعهم الخبراء والمُحلّلون في القفز إلى الإستحقاق الرئاسي الذي بات يُداهم الطبقة السياسية الحاكمة وتَكثر الأسماء المطروحة بيْن ما هو جدّي وبين ما هو يُمثّل الرئيس الأنسب للمرحلة، لكن ما هي القواعد التي باتت تتحكَّم في إختبار هذا الرئيس أو ذاك؟
وفي هذا الإطار ، تجزم مصادر مُتابعة للحراك السياسي القائم بأنّ
“خيار رئيس تيار سليمان فرنجية كرئيس للجمهورية نابع من مجموعة عوامل سياسيّة أوّلها أنّ الرئيس يجب أن يكون
من 8 آذار وفرنجيّة بالطبع جزء من هذه الجبهة وهو قريب من
كلّ الناس من “أمل” و”الإشتراكي” داخلياً ومن الفرنسي والأميركي والسعودي دولياً وإقليمياً”.
لكن العائق الوحيد الذي قد يَحول دون وصوله، هو رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل وطموحه الرئاسي ممّا يعني أنّ الكثير من الضغوط يجب أن تُمارس عليه للإنسحاب من السباق الرئاسي لعدة إعتبارات:
-بما أنّ من حقّه أنْ يكون مُرشحاً فلَن يتنازل إلّا في حالة واحدة أنْ يقبض ثمن هذا التنازل بالسياسية.
-تكريس حقّه كشريك في تسميّة الرئيس لأنّ حزب الله لن يسير بأي مُرشح إلّا برضى “التيار”،
ومن هنا تجدر الإشارة إلى أنّ “ما يُعيق تسمية جبران لفرنجية تأتي من خلفيّة مناطقيّة
أيضاً وهو ما يُعرف بالخصوصيّة الزغرتاويّة البترونيّة، والتي لا تقبل زعيماً من
هذه المنطقة يُنافس الزعيم الآخر من المنطقة الأخرى لأن لهذا حسابات وحساسيات معروفة،
كمثل أنّ إبن بشري لَن يقبل رئيساً من زغرتا والعكس صحيح، كما أنّ جبران
يعتبر نفسه المسيحي الأول في هذا المحور أيّ 8 آذار ، فكيف يسمح بوصول رئيس من هذا المحور يتقدّم عليه.
-فرنجية بعد 6 سنوات إذا وصل إلى الرئاسة سيكون زعيمًا يعلم لعبة التعيينات
وغيرها أيّ أنّه سيخرج من قصر بعبدا زعيم قوي وليس ضعيفاً تنتهي رحلته
بخروجه من القصر ممّا يعني أنّها ستكون البداية لفرنجية وليس النهاية
عكس ما حصل مع رؤساء آخرين إنتهت رحلتهم بالخروج من بعبدا.
-قام جبران بمعركة لتعطيل نفوذ الرئيس نبيه برّي ورياض سلامة ووليد
جنبلاط فكيف سيقبل بأن يُعطيهم رئيساً للجمهورية.
إذًا خيار جبران سيكون بإتجاه رئيس لا يُمثّل أيّ خطر عليه لا في الزعامة ولا في المصالح ولا يَملك طموحاً لِما بعد الرئاسة مثل فرنجيّة.
وهَل يذهب بإتجّاه قائد الجيش؟ تستبعد المصادر هذا “الخيار كلياً،
فلو تمكَّن حزب الله من إقناع باسيل بفرنجية مُقابل مكتسبات في السياسة
وهو إحتمال ضئيل جداً، فإن قبوله بقائد الجيس إحتمال معدوم لا سيّما
على خلفيّة الحرب التي يشنّها المحيطين بقائد الجيش ليلاً نهاراً على جبران باسيل”.
إذًا مَن الرئيس المُمكن قبوله من باسيل ومن أطراف 8 آذار؟ تستعرض المصادر “
عدد من الأسماء مثل الوزير السابق زياد بارود الذي يُطرح إسمه على هذا الصعيد
إلّا أنّ مشكلته أنّه يُمثّل المجتمع المدني رغم عدم الخلاف معه كشخص،
لكن حزب الله والتيار على خلاف مع المجتمع المدني الذي أصبح يملك
كتلة نيابية فكيف يَهديهم باسيل أو حزب الله موقع الرئاسة”.
وتُتابع المصادر، “والرئيس يُمكن أنْ يُشبه سفير لبنانإلى الفاتيكان فريد الخازن الذي قد يَقبل به حزب الله أيضاً،
أو ناجي البستاني لو إستطاع الفوْز في الإنتخابات النيابية،
فبتقدير المصادر أحد هؤلاء الأشخاص أومن يُشبهُهم يُمكن أنْ الرئيس المُقبل”.