لا هدية للرئيس عون

أيّامٌ “خطيرة”… ولا هديّة مجانيّة لـ ميشال عون !

لا يَختلف إثنان على أنّ المرحلة التي يمرّ بها لبنان دقيقة جدّاً، بَل أنّها مِن أخطر المراحل،

وعلامات إستفهام كبيرة ترتسم حوْل ما ينتظر لبنان لا سيّما مع أفول الموسم السياحي

ودوره الحالي في تهدئة لعبة الدولار إلى حدّ ما؟ فماذا ينتظر لبنان وهل ستتشكل الحكومة ويكون الإنجاز الوحيد والأخير للعهد العوني؟.

وفي هذا الإطار، يعتبرُ الكاتب السياسي وجدي العريضي في حديثٍ إلى “ليبانون ديبايت”

أنّه “لم يعد هناك بلد إسمه لبنان، لبنان تحوّل إلى “أشلاء”الدولة تحلّلت وتفكّكت لا مؤسّسات ولا مرافق،

ما يمرّ به لبنان لَم يسبق أنْ حصل في كلّ الحروب التي مرّت عليه حتى في مرحلة الإجتياح الإسرائيلي”

ويقول: “يُذكّرني اليوم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بما جرى في أفغانستان

يوم نصّب السوفيات نجيب الله الأفغاني رئيسًا، واليوم حزب الله نصّب عون رئيسًا للجمهوريّة وهو يسعى لتنصيب رئيس تيّار المردة النائب السابق سليمان فرنجيّة أو رئيس “التيّار الوطني الحرّ” النائب جبران باسيل”.

وينتقد “القوى السياديّة أو ما يُسمّى ببقايا 14 أذار في حال وافقت على هذا الخيار عليها الرحيل

من البلد إحترامًا لدماء الشهداء ولِما تبقّى من خصائص الزمن الجميل للبنان”.

ويُنبّه إلى أنّه “لولا اللبنانيين في المملكة العربية السعودية تحديدًا ودول الخليج

وكافة دول الإغتراب لكنا أمام سفر برلك أو أمام تجربة الحرب العالميّة الأولى عندما إجتاحت “المجاعة” لبنان،

فالسعودية وعلى الرغم من كل الحملات “الجائرة” وتدخل حزب الله في شؤونها و”أحقاده الدفينة” فإنّها لَم تُرحّل أيّ مواطن شيعي”.

ويكشف عن “ما سمعه من أحد المسؤولين السعوديين بأنها تحتضن الشيعة كما تحتضن السنة

والدروز المسيحيين وكافة اللبنانيين، ولا تُريد أن يذهب الصالح بعزاء الطالح”.

ويلفت إلى أنّه “يُخطئ مَن يظنّ بأنّ هناك تباينات خليجيّة حول الموقف في لبنان،

فهناك قرار إتُخذ في قمة دول مجلس التعاون الخليجي من خلال التوافق بين كل هذه الدول مجتمعةً

على الموقف من الملفّ اللبناني، والوقوف إلى جانب السعودية في دورها حول هذا الصعيد”.

ويجزم بناءً على معلومات ومعطيات متوافرة لديه فإنّ “الرئيس ميقاتي وبالتناغم

وبالتماهي مع رئيس المجلس النيابي نبيه برّي وبدعم وقبول من “الحزب التقدمي الإشتراكي” “والقوات اللبنانية” ونواب سياديين وتغييريين لن يُقدّموا أي هدية لعون”.

ويؤكّد أنه “لا ترسيم ولا حكومة ولا أيّ خطوة فيما تبقى من عهد ميشال عون

وقد يُصار إلى تطعيم الحكومة في حال جرى تطعيمها “. ويُحذِّر أنّه من الآن حتى آخر دقيقة لبقاء عون في بعبدا أيّام مفصلية بالغة الخطورة سياسيًا وأمنيًا وإقتصاديًا وتحديدًا غذائيًّا”.

ويرى أنّ “اللعبة مفتوحة على كل الإتجاهات فنحن مُقبلون على “خريف الجوع” على سبيل المثال هناك موضوع المحروقات فالناس بدأت تغزو الأحراش لتأمين الحطب لأنها لن تتمكَّن من شراء مادة المازوت،

وهناك توجّه لإقفال بعض المدارس الخاصة وسنشهد هجرة كبيرة للمعلمين ووفق معلوماتي

فهناك ما يُقارب الـ 7000 و8000 طلب قُدموا إلى مدارس الخليج وبعض دول إفريقيا”.

وعن الدور السعودي؟ لا يتفاءل بأن “تقدم السعودية أي دعم للبنان وبمعزل مَن هو رئيس الحكومة،

إلّا في حال الشروع في الإصلاح وأن يكون هناك دولة لا دويلة”.

كما يتحدَّث عن “معلومات بأنّه ثمّة خطوات تنفيذية ستبدأ من قِبل الصندوق الإنساني

والتنموي الفرنسي والسعودي دون أي تنسيق مسبق مع الجهات الحكومية بل بالتنسيق مع المؤسسات الأهلية والصليب الأحمر والهلال الأحمر والسفارتَين السعودية والفرنسية”.

ويخشى العريضي أنه “وعلى الرغم من نفي عون من أنّه لن يبقى ولا حتى دقيقة واحدة بعد إنتهاء ولايته،

أن يعاود سيناريو89 لأن حزب الله لن يَقبل بأي رئيس وتحديدًا بقائد الجيش العماد جوزاف عون بل جُل ما يريده رئيس على شاكلة عون. وإما سنكون على طريقة إما مخايل الضاهر أو الفوضى يوم إتفاق “مورفي” الشهير،

وقد ندخل بفراغ وسيقوم حزب الله بتغطية بقاء عون، وكل ذلك مرتبط بما يجري في المنطقة

وعندها تتوضح الصورة ويُبنى على الشيء مقتضاه. فإما توافق دولي-إقليمي على رئيس توافقي

وإلّا دخلنا في نفق مُظلم وزال البلد نهائيًّا كما كان يُردد ذلك وزير الخارجية الفرنسي السابق جون إيف لودريان“.

ويختم العريضي حديثه، بالقول: “لا حلّ ولا مناص إلّا بتسويّة دوليّة – إقليمية لإنتشال لبنان

من معضلاته قبل خراب “البصرة”، إذْ تاريخيًّا لا يمكن وقف الحروب في لبنان وحلّ الأزمات إلّا بتسويّة”.

Exit mobile version