يتقدّم الإستحقاق الرئاسي على الموضوع الحكومي بعد التسليم من كلّ الأفرقاء “إنو مِش مِحرزة” تشكيل حكومة، وإعداد بيان وزاري وجلسة ثقة من أجل 3 أشهر، لتعود هذه الحكومة حكومة تصريف أعمال مع انتخاب رئيس جديد للجمهورية. لذلك، تنصبّ الجهود على تمرير الإستحقاق الرئاسي، حتى لا يصل إلبلد الى الفراغ الكامل مع شغور سدّة الرئاسة الأولى، وتصريف أعمال على مستوى الرئاسة الثالثة، حيث تتعطّل السلطة التنفيذية بالكامل.
وإذا كان لقاء اللقلوق الذي جمع رئيس “التيّار الوطني الحر”
والنائب فريد الخازن القريب من رئيس تيار “المردة”،
هو بداية الحراك على المستوى المسيحي، وإن كان وفق مصادر المجتمعين،
لم يذهب إلى طرح سليمان فرنجية مباشرةً للرئاسة، ولكنه شكّل محاولةً
لتوضيح الصورة بأن وصول فرنجية إلى الرئاسة هو الأفضل لجبران باسيل،
كما وصول باسيل هو الخيار الأفضل لفرنجية، ولكن العقبات الراهنة التي
تحول دون وصول باسيل، تجعل من فرنجية، الخيار الأسلم حالياً.
ولكن هذه المعادلة لا تعني حتمية وصول فرنجية، لا سيّما وأن
القرار في الشأن الرئاسي ليس قراراً داخلياً فحسب، بل قرار له امتدادات إقليمية ودولية حتى وإن كان لبعض مّن
في الداخل اليد الطولى في فرض رئيس معيّن، كما حصل
مع الرئيس ميشال عون، إلاّ أن الإمتداد الخارجي من شأنه
أن يعرقل وصول فرنجية بدون وجود تسوية تسمح بهذا الخيار.
ولكن مصادر مراقبة للشأن الرئاسي، ترى أنه رغم ارتفاع منسوب حظوظ فرنجية
في البورصة الداخلية، إلاّ أنها تؤكد أن حظوظ وصول قائد الجيش جوزف عون
ليست معدومة، لا سيّما أن هناك من يعمل على تبديد الهواجس لدى المتخوّفين
من وصول قائد الجيش، على خلفية ما يحكى عن ارتباطاته مع الإدارة الأميركية،
وتماهيه مع حزب “القوات اللبنانية” الذي لم يتأخر في تزكيته للرئاسة .
ومن يعمل على تبديد هواجس المتخوّفين، وخصوصاً “حزب الله”،
يحاول أن يجيب على هذه الهواجس، بإقناعهم أن كل ما يربط قائد الجيش
بالإدارة الأميركية هو العمل المؤسّساتي، أي مؤسّسة الجيش ولا ارتباطات أخرى.
وأمّا لناحية تسمية “القوات” له، فإنه يأتي من باب “الزكزكة” لسليمان فرنجية،
الذي ترفض “القوات” بشدة وصوله إلى الرئاسة لاعتبارات عدة،
أهمّها أنه يمثّل محور الممانعة من وجهة نظرها.
ووفق هذه الفرضيات، فإن من شأن ذلك رفع أسهم قائد الجيش
في البورصة الرئاسية الداخلية، ويجعله منافساً جدّياً لفرنجية، حتى داخل هذا المحور.
وتلفت المصادر، إلى أن طرح إسم فرنجية في هذا الوقت المبكر،
إنما يأتي كتوجّه مرتفع السقف بدأه محور الممانعة بهذا الطرح،
لا سيّما أن طرح إسم قريب جداً من “حزب الله” ومن سوريا،
وتحديداً عائلة الأسد ليكون رئيساً للبنان، يعتبره الكثيرون طرحاً مُتطرِّفاً إلى حدّ ما.
وإزاء ذلك، يبرز الخوف عند المصادر، من أن يلجأ “حزب الله” عند تعقّد الأمور
وإمكانية الذهاب إلى الفراغ، لاستبدال فرنجية بإسم لا طعم له ولا لون،
إنما لا يشكّل استفزازاً لبقيّة المكوّنات اللبنانية، على غرار الكثير من المسترئسين.
لذلك، فإن الطرح المبكر على مختلف المستويات لإسم سليمان فرنجية،
يحتمل تأويلات كثيرة، وقد لا تكون مطمئنة على المستوى الوطني.
وليد خوري – ليبانون ديبايت