اخبار محلية

هل يجرؤ جعجع على مواجهة نصرالله؟

المصدر: ليبانون فايلز

حدّد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في اطلالته الاخيرة، الاطار الالزامي

لأي مفاوضات بشأن ترسيم الحدود البحرية والذي يبدأ

من الاعتراف الاميركي الاسرائيلي بحقوق الدولة اللبنانية

كاملة على الحقول وتسريع عملية التنقيب والاستخراج،

مهدداً بالحرب في المنطقة ان لم نلقَ جوابا حاسماً في شهر أيلول كحد أقصى.

يمضي نصرالله بتهديداته من دون ان يقوم وزنا لمعارضة الداخل، التي “لاقيمة”

لها في قاموس حزب الله، وهو لمس هذا الامر لمس اليد عندما قررت هذه المعارضة

مع قوى التغيير خوض الاستحقاقات الدستورية فكانت النتيجة هزيمة كبيرة لتلك

القوى مقابل انتصار خجول للحزب والحلفاء. وأمام هذا

الواقع غير المستجد برأي نصرالله ومحور الممانعة، فإنه من البديهي مخاطبة

الدول المعنيّة بالملف النفطي مباشرة من دون أخذ رأي هذه الجهة أو ذاك الفريق.

في الداخل يمكن وصف رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع رأس حربة تلك القوى

المعارضة بشكل علني لسياسة وآداء حزب الله مع تشدده لناحية حل السلاح قبل الحديث

عن أي استحقاق دستوري ومالي، وفي الداخل أيضا يعمل جعجع على جمع قوى التغيير

والمعارضة تحت عباءته، على غرار ما يفعل نصرالله مع القوى التي تنضوي تحت لواء “الممانعة”،

الا أن الفرق بين الطرفين يكمن بقوة نصرالله العددية والتنظيمية بشد أواصر فريقه السياسي

وأقرب مثال على ذلك ما يحصل اليوم بين رئيسي تيار المرده سليمان فرنجية

والوطني الحر جبران باسيل، في حين يفشل جعجع بعقد لقاء مع رئيس

حزب الكتائب سامي الجميل الرافض حتى الساعة لهكذا لقاء يكون شبيها بلقاءات

المصالحة التي جمعت في معراب عون جعجع وباسيل، وخلصت الى ما خلصت اليه الامور بعد أشهر قليلة من توقيع الاتفاق.

يستغل حزب الله ورقة الانقسام داخل صفوف المعارضة ويُغرد خارج سرب الدولة،

بل يشدد على موقفه ويُحاكي اسرائيل عشية استقبالها الرئيس الاميركي جو بايدن محذرا ومتوعدا من حرب

على مستوى المنطقة، في وقت تبحث المعارضة وقوى التغيير في الداخل

عن حجج تخرج بها أمام الرأي العام لتبرير امتناعها عن عقد مؤتمر عام او لقاء

موسع تُعيد من خلاله توحيد موقفها حيال ما تمر به الدولة من أزمة دستورية

أطاحت بالمؤسسات وتهدد وحدة لبنان ومصيره. يعرف محور حزب الله

أن من يعارضه في الداخل لايملك الا تغريدات على تويتر وفيديوهات قصيرة

يُسلي بها الرأي العام الذي يرد ويغضب بالطريقة نفسها، في حين يُجري الحزب مناورات

على الحدود جنوبا ويعزز من انتشاره جنوب الليطاني وهو دعا الى تعبئة عامة لجميع

عناصره والمقربين منه، تحسبا لأي ردة فعل اسرائيلية تأتي بعد زيارة بايدن الشرق أوسطية.

أما على ضفة المعارضة، فالآمال معقودة على انشاء جبهة سيادية لم تُحدد

معالمها أو هوية المنتمين اليها بعد ولا حتى الاهداف التي قد تجتمع تحت رايتها القوى “الثورية والتغييرية”،

فطرحها جاء تلبية لتمنيات الرأي العام المؤيد لهذا الفريق،

ولكن اطلاقها على ارض الواقع يستوجب في الدرجة الاولى

مراجعة نقدية لكل القوى المعارضة وتنازلات متبادلة تحت

سقف الخطاب السيادي المطروح من قبل مرجعياتها،

كما أن مواجهة تهديدات الامين العام لحزب الله تستوجب

من هذه القيادات وضع خطة متكاملة تستطيع تنفيذها لا مجرد

عناوين فضفاضة يستغلها محور الممانعة وينقض من خلالها على ما تبقى من الدولة.

رفع نصرالله مجددا اصبعه وهذه المرة متوعدا بالحرب الكُبرى،

فيما تنظر اليه القوى المعارضة بخوف كبير لا تتجرأ الافصاح

عن اسبابه وتسعى الى اظهار الوجه المنتقد لسياسة حزب الله،

أما رئيس حزب القوات اللبنانية الذي يؤكد أنه رأس حربة الدفاع عن

الجمهورية القوية فينتظر بدوره التسويات الاقليمية ونتائجها على الساحة الداخلية،

لعلها تفضي الى تسوية جديدة تعيد صياغة الصيغة اللبنانية من جديد وتوزع حصصها

على الاحزاب الطائفية الاقوى.

علاء الخوري – ليبانون فايلز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى