“ليبانون ديبايت” – أحمد شنطف
مع غياب لبنان الحضوري، وحضوره غير الأساسي، على الطاولة الدولية، نعيش فترة تمرير للوقت لعلّ فترة ما بعد العهد تأتي بواقع جديد يُغيّر المضمون قبل الشكل.
عودة الرئيس نجيب ميقاتي لنشاطه في السراي تُعطي إنطباعًا بأنه رئيس حكومة تصريف أعمال فقط، وليس رئيسًا مكلّفا يسعى لتشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن، في وقت يستصعب قصر بعبدا مجاراة ميقاتي بتشكيلته “المروتشة”، كي لا يقال تنازل الرئيس ميشال عون في آخر أيّامه.
وفي قراءة للمشهد الدولي وصولًا الى تفاصيل السياسة الداخلية، أكّد الصحافي علي حمادة، لـ “ليبانون ديبايت”، أن طريقة تعاطي ميقاتي مع الملف الحكومي تُعطي إنطباعًا بأنه يريد اعادة تفعيل حكومته الحالية، وأن تقديمه تشكيلة لعون تعني أنه يريد إمضاء بروتوكوليًا مع مراسم تشكيل، لاستكمال منهجية عمله في الحكومة الحالية.
وقال، “فلسفة ميقاتي بهذا الإطار، تلتقي مع شبه اجماع داخلي على عدم اعطاء العهد أي مكاسب لا بالتعيينات ولا بغيرها”.
وأضاف، الى جانب الرأي الداخلي، نستنتج بطريقة تعامل الخارج مع لبنان أيضًا بأن العهد منتهي ولا طائل من الإهتمام بلبنان في الوقت الراهن.
وعرّج حمادة على المشهد العربي الأميركي الذي تجسّد في جدة منذ أيام،
مُعتبرًا أنّ حضور لبنان كان “هامشيًا” وليس أساسيًا، وحتى كان هناك
حضور هامشي لملفات دولية تفوق الملف اللبناني أهمية كالملف الليبي مثلًا.
وقال، “هذا الآداء الدولي مع لبنان يؤكد لنا مبالغة بعض سياسيي
الداخل بفكرة أن الخارج يتدخل بكل تفاصيل اللعبة الداخلية، فهذا الأمر
غير صحيح والمجتمع الدولي غير مبالي بما يحصل في الداخل أقله حاليًا”.
ويرى حمادة أنّ “التفكير اليوم ينصب على الاستحقاق الرئاسي، ومواصفات
الرئيس المقبل ستحدّد مشهدًا مغايرًا عن ما شهدناه في هذا العهد، والمرحلة
تحتاج إلى رئيس جامع لكل اللبنانيين، ويكون حكمًا بين الأطراف جميعها، وليس رئيسًا صداميًا”.
وقال، “مشكلة الرئيس عون أنه رئيس ينتمي الى محور وفريق معيّن”.
وعن الرئيس الأقرب للوصول، لفت حمادة الى أنه “علينا انتظار موقف حزب الله،
واليوم لا وضوح بهذا الشأن، والتجربة الأخيرة تعطينا انطباع بأن الرئيس المقبل
إما يكون مرشح الحزب أو سندخل بالفراغ”.
وقال، “وصول اسم سليمان فرنجية كمرشح قريب من حزب الله، سيغيّر المشهد
في بعبدا بالشكل فقط، إذ أن فرنجية منذ أن أصبح مرشحًا رئاسيًا غيّر
من أسلوبه الخطابي بعد أن كان هجوميًا، وبالتالي فرنجية يعرف كيف
يخاطب الداخل والخارج، ولا يتعدى على الأعراف البروتوكولية، إلا أنه
لن يغيّر كثيرًا بمضمون الأداء لأنه ابن المنظومة وبصلب محور الممانعة.
ويعتبر حمادة أن وجود فرنجية بصلب الممانعة هو نقطة ضعفه،
وهذا ما يقلص نسبة وصوله الى كرسي بعبدا.
ولفت الى أن مواصفات فرنجية لا تنطبق على المواصفات التي
عدّدها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، وعلى فرنجية أن يجمع
غطاء مسيحيًا وسنيًا ودرزيًا الى جانب الدعم الشيعي، ليقترب من المنصب.
وأشار إلى أن “وصوله لا يرتبط بدعم التيار الوطني الحر له،
ولكن اذا سار النائب جبران باسيل بخيار فرنجية، فحتمًا سيكون هناك “صفقة” تضمن ما تضمنه للتيار الوطني الحرّ.