إسرائيل تتجهز لهجوم “الحزب” على “كاريش” وأسر جنود
مع استمرار التوتر الإسرائيلي اللبناني حول حقل “كاريش” لاستخراج الغاز
من البحر المتوسط، عقب إرسال حزب الله لطائرات بدون طيار باتجاه الحفارة الإسرائيلية، فإن التقدير الإسرائيلي
يرى في سلوك الحزب مخاطرة محسوبة، قد تليها مخاطر أكبر،
ما يجعل من الحفارة هدفا لخطر دائم، وموضع خلاف للحزب مع الاحتلال، بحسب الإعلام العبري.
وما يزيد من خطورة الاستهداف لحقل “كاريش” أن خزاناته تحتوي
على مادة تسمى الغاز الطبيعي المكثف، وهو وقود قابل للاشتعال
وفعال على نفس مستوى البنزين تقريبًا، ما يجعل منها هدفا هشّاً، يقع على بعد 90 كم من الساحل الفلسطيني المحتل.
كما أن الدفاع الإسرائيلي الدائم عنه لن يكون سهلاً، حيث أن البحرية
الإسرائيلية تمتلك حاليًا سفينة واحدة مجهزة بمنظومة القبة الحديدية البحرية.
وقال الخبير العسكري في صحيفة معاريف، ألون بن ديفيد، في مقال إن “جيش الاحتلال
لا يملك القدرة على الحفاظ على قبة حديدية دائمة بجوار الحفارة، وبالتالي يعتمد
دفاعه على قدرة الاستخبارات على التحذير من هجوم مخطط”.
وأوضح بن ديفيد أنه “في حال قرر الحزب إطلاق وابل من الصواريخ على موقع الحفارة، فإن التحذير الاستخباراتي لن يكون قادرًا على منع الضرر بهذا الموقع الاستراتيجي”.
وأضاف أن “الحزب، رغم تضاؤل التمويل الإيراني، وتراجع مكانته السياسية في لبنان،
ما زال يحوز قدرات عسكرية دقيقة من شأنها أن تقلق إسرائيل أكثر”.
ولفت الخبير العبري إلى أنه “للتصدي لقوات الحزب المتمركزة على الحدود، القادرة على احتلال مستوطنة إسرائيلية في غضون ساعات قليلة، بدأ الجيش بتحصين الحدود الشمالية، لكن ببطء، وبشكل متواضع، بقيمة مليار شيكل، لمدة ثلاث سنوات”.
وأشار إلى أن “الجيش يعتمد على القدرات الاستخباراتية العالية المطورة ضد الحزب، لكن مصدر القلق يكمن في أنه ماذا لو ظهر الحزب بشكل غير متوقع، حين يحتل الحزب واحدة من المستوطنات الشمالية بضعة أيام، وعندما يغادر، سيأخذ عددًا قليلاً من الإسرائيليين الأسرى معه”.
ولا تخفي المحافل العسكرية الإسرائيلية أن الجيش قد يعجز بالفعل عن صدّ هجوم كاسح لحزب الله، رغم قدرته على إنشاء قوة لتدمير أي قرية ينطلق منها هجوم مجموعات “الرضوان” من نخبة الحزب، وقد تكون قادرة على خلق معادلة ردع تجعل الحزب يفكر مرتين قبل شن هجوم بري، لا سيما احتلال واحدة من المستوطنات الشمالية.
كما أن المجتمع الإسرائيلي اليوم لن يكون قادرًا على احتواء حدث صادم كاحتلال مستوطنة، مما سيترك ندبة عميقة في العقلية الإسرائيلية، وفق التقديرات العبرية.
ولن تتمكن أي معركة لاحقة أو مناورة هجومية من محو تلك الندبة، لذلك يجري الجيش مناورات مكثفة بغرض التصدي لمهارة القوات الخاصة بالحزب التي قد يفاجئ الاحتلال بها، لا سيما أنه سبق له أن فاجأهم سابقا مرات عديدة، في عامي 2000 و2006.
لمزيد من الاخبار اضغط هنا