شارل جبور يكشف سبب التباين الحالي بين معراب والمختارة
“ليبانون ديبايت” وكأنه لا ينقص المعارضة إلاّ المزيد من الإنقسامات والسجالات في لحظةٍ داخلية بالغة الدقة والحساسية، وتكتسب أهميةً إستثنائية في ضوء الإنسداد السياسي على أكثر من مستوى، تزامناً مع واقع الإنهيار المالي والإقتصادي المتسارع يُراكِم الأزمات أمام اللبنانيين. ومن هنا، فإن الحملات الأخيرة “المفاجئة” التي سُجّلت على جبهة “القوات اللبنانية” و”الحزب التقدمي الإشتراكي”، طرحت أكثر من تساؤل حول طبيعة العلاقة كما الإختلاف بين معراب والمختارة. وعن هذه التساؤلات يجيب رئيس جهاز الإعلام والتواصل في “القوات” شارل جبور، بأنه لكل فريق سياسي، سياساته وأولوياته وإدارته لحياته السياسية، ومن حقّه المشروع أيضاً الإبتعاد أو الإقتراب من أي فريق آخر، وتحديد المسافة التي يريد إقامتها مع كل الأطراف السياسية
شارل جبور يكشف سبب التباين الحالي بين معراب والمختارة
. ويؤكد جبور ل”ليبانون ديبايت”، أن ما جمع “القوات”
مع الإشتراكي هو مصالحة الجبل وانتفاضة الإستقلال،
وعناوين مبدئية كيانية “نأمل الحفاظ عليها، لأننا نعتبر
أن التباين السياسي هو حقّ مشروع، بينما الأمور المبدئية
هي التي وحّدتنا، وتمكنّا من خلالها من الوصول إلى
انتفاضة الإستقلال وإخراج الجيش السوري من لبنان،
وبالتالي، ما نتمنّاه هو أن نبقى موحّدين تحت هذه العناوين”. وإذ يستدرك أن الطرفين قد يختلفان في السياسة وفي المواقف من
بعض الملفات، وفي كل الإستحقاقات، يشدّد على
الأولويات والنظرة الواحدة المشتركة، ومن ضمنها النظرة إلى الكنيسة ودور البطريركية المارونية والحريات والسيادة والإستقلال والقرارات الدولية، واتفاق الطائف و
علاقات لبنان العربية والخليجية، إذ أن هناك
“ثوابت لبنانية يجب أن نبقى متمسكين بها، وبالتالي،
فإن سبب التباين الحالي، وتحديداً حول البطريركية، ي
عود لمعرفتنا بأن استهداف البطريركية والتطاول عليها، هو تطاول غير مسبوق في تاريخ الجمهورية اللبنانية، كما أنه رسالة، وبقدر ما هي موجّهة للكنيسة، فهي
موجّهة أيضاً لسمير جعجع ووليد جنبلاط، ولكل مواطن حرّ لبناني يريد الحرية وينادي بالسيادة والإستقلال والقرار الحر، وباحتكار الدولة للسلاح. ولذا، يعتبر جبور، أن
من وجّه هذه الرسالة، يقول لجميع اللبنانيين دون استثناء: “نحن عندما نتطاول على الكنيسة، باستطاعتنا أن نتطاول على أي كان، وبالتالي، يشير إلى أن الدفاع عن
الكنيسة، هو دفاع مبدئي، إنطلاقاً من
دور الكنيسة الأخلاقي والمرجعي كمؤسّس
للكيان وللجمهورية في لبنان، فالتطاول مرفوض وممنوع
على كنيسة ساهمت بقيامة لبنان والجمهورية
اللبنانية المميّزة التي كانت توصف بسويسرا الشرق،
خصوصاً وأنه في حال نجح الفريق الآخر في
التطاول على الكنيسة، يكون قد ضرب مبدأ الحريات في لبنان، لأن الكنيسة تدافع عن الحرية وعن المظلوم في لبنان،
وتواجه الظلم والظلاميين.
ووفق جبور، من غير الجائز المساواة، بين قاضٍ
تحاصره منظومة لأنه يسعى إلى الحقيقة والعدالة،
وقاضٍ آخر هو أداة بيد هذه المنظومة، لذا، لا يجوز
وضع الخير والشرّ على مسافة واحدة. وفي هذا
السياق، يركّز جبور على أن الخلاف الحالي مع
الإشتراكي، لا يفسد في الودّ قضية في نهاية
المطاف، لكنه يرى أنه لا بدّ من التذكير بأمور مرجعية أساسية، إذ “وفي
حال لم نحافظ على وحدتنا حولها، سيتمكن الفريق الآخر
من تغيير هوية لبنان ودور لبنان وتاريخ لبنان وتراثه
وحاضره ومستقبله، وبالتالي، الخلاف مشروع وحق،
ولكن يجب أن نبقى موحّدين تجاه الثوابت، وفي
طليعتها الكنيسة كدور مرجعي في الحفاظ عل
ى الحرية والشراكة ودور الإنسان في لبنان،
والجمهورية والإستقلال والإزدهار والسلام بين اللبنانيين.
لمزيد من الاخبار الرجاء الضغط هنا