“هل أترك زوجتي وأجلس مع هوكشتاين؟”… جريصاتي: حيث يجب أن أكون أكون!

“هل أترك زوجتي وأجلس مع هوكشتاين؟”… جريصاتي: حيث يجب أن أكون أكون!

من داخل مكتبه في القصر الجمهوري نفى الوزير الأسبق سليم جريصاتي لـ “أساس” خبر مغادرته قصر بعبدا فوق ركام خلافه مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وفريق مستشاري رئيس الجمهورية.

أكّد جريصاتي وجوده الدائم في قصر بعبدا ومتابعته الملفّات التي تدخل ضمن اختصاصه، م

شيراً إلى أنّ “ميشال عون يستحقّ منّي كلّ وفاء. هو رئيس استثنائي وسأرافقه حتى

آخر لحظة من ولايته الرئاسية. مهمّتي تنتهي بعد ثلاثة أشهر في 31 تشرين الأول. وخبر مغادرتي القصر الجمهوري غير صحيح على الإطلاق”.

أما عن وجود خلاف مع النائب جبران باسيل ومع عدد من المستشارين داخل القصر فقال جريصاتي:

“ليس هناك أيّ خلاف مع باسيل. هو أخ صغير لي ويعني لي الكثير. وبالنسبة إلى

بقيّة المستشارين لست على نزاعٍ مع أحد. علاقتي مع المدير العامّ لرئاسة الجمهورية

(أنطوان شقير) بأحسن أحوالها، وأيضاً مع المدير العامّ للإعلام (رفيق شلالا) والمدير العام للبروتوكول

(نبيل شديد)، والنائب الياس بو صعب زميلي وصديقي. هو نائب وأنا وزير أسبق ومحامٍ، “

ورأسي بمكتبي بباريس ورأسي بمكتبي بجنيف” ومش بس هون. بوجود ميشال عون

“ما في خلافات بالقصر الجمهوري”. في رئيس ومستشارين وإداريّين يقومون بمهامّهم”.

أمّا عن سبب عدم حضوره الاجتماع الرئاسي الذي عُقد في بعبدا مع الوسيط الأميركي

آموس هوكستين، وحضره من جانب فريق رئيس الجمهورية المدير

العامّ لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير ونائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب،

فقال جريصاتي: “كان لديّ واجب عزاء بعد وفاة والدة زوجتي، فهل أترك زوجتي وأجلس مع هوكستين؟”.

وردّاً على تسريبات عن سبب عدم حضوره العديد من الاجتماعات الأخرى، قال:

“بالعكس أنا أحضر كلّ الاجتماعات التي تدخل ضمن اختصاصي، ولا أتطفّل على

اجتماعات ليست من اختصاصي. أنا لست مستشاراً بصفة الوصيّ. أنا مستشار،

وحيث يجب أن أكون أكون”. وعمّا إذا كان ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية

من صلب الملفّات التي يتابعها، قال: “طبعاً، وأنا أساسي فيها، خصوصاً أنّ لهذا الملف بُعده القانوني”.

تسريب “لقاء البريطاني”

كان لافتاً أمس بعد لقاء رئيس الجمهورية السفير البريطاني الجديد في لبنان

هاميش كأوّل اجتماع للأخير مع الوزير جريصاتي في مكتبه للتعارف،

مع تقصّد تسريب الخبر للتأكيد على استمرار جريصاتي في مهامّه.
لكنّ تأكيدات جريصاتي أنّه باقٍ حتى اللحظة الأخيرة إلى جانب ميشال عون لا تحجب

الكثير من التسريبات والمعطيات التي تجزم وجود “صراع أجنحة” وتضارب نفوذ

داخل القصر الجمهوري وصلت شظاياه حتى قيادة لواء الحرس الجمهوري.

فقد كشف “أساس” قبل أسبوعين أنّ قائد لواء الحرس الجمهوري العميد

الركن بسام الحلو بدأ في أواخر تموز إجازة من مهامّه لمدة خمسين يوماً بسبب خلافات مع باسيل.

يقول متابعون في هذا السياق إنّ دائرة الجفاء بين جريصاتي وباسيل توسّعت

على خلفية نقمة باسيل على أحد المعاونين الأساسيين لجريصاتي وهو داني

الرشيد الذي نصبّه جريصاتي كمساعد أول له حين عُيّن وزيراً للعدل،

خلافاً لرغبة باسيل. وقد شكّل الرشيد “حالة” مضادة لحالة المحامي ماجد بويز،

المستشار القانوني لباسيل. وحالياً يتابع الرشيد كافة الملفات القضائية التي يطلبها منه جريصاتي في مكتبه في زحلة.

كان أكبر “الانسحابات” الصامتة، والمدوّية في الوقت نفسه، تخلّي ميراي

عون الابنة الكبرى لرئيس الجمهورية عن مهامّها كمستشارة رئيسية له بـ”ليرة واحدة”

منتصف العام 2019، بعد خلاف مستحكم مع النائب باسيل. وكان آخر “تويت” سياسي

معبِّر كتبته ميراي عون على صفحتها على “تويتر” في 12 نيسان 2019، وهو قول

للمونسنيور ميشال الحايك مفاده أنّ “القضيّة اللبنانية كبيرة… إذا حملها الصغار هم أوقعوها وهي أوقعتهم!”.

ولم يكن خروج جان عزيز من القصر الجمهوري عام 2018 أقلّ وهجاً بعد صدام

مباشر مع الياس بو صعب تُرجم على شاشة “أو تي في” بمقدّمة ناريّة وضعت

بو صعب في مصاف “العميل المزدوج”. شكّلت ميراي عون وجان عزيز في الواقع

المحور المضادّ لسياسة الاستئثار والسيطرة التي حاول باسيل فرضها داخل أروقة

القصر الجمهوري، وكان له بالطبع “فرقته” الداعمة داخل القصر وعلى رأسها بو صعب،

بعكس واقع الحال الآن. كما يؤكد قريبون من عون وعزيز أنّهما اعترضا على الازدواجية

في السياسة، والتكلّم من جانب باسيل بلسانين ولغتين مع اعتراض على الكثير من الدجل والنفاق الذي أوصل العهد إلى ما وصل اليه”.

يُذكر أنّ باسيل ومن ضمن “تكثيف” حضوره في القصر انتدب مستشاره

الإعلامي أنطوان قسطنطين ليكون مسوؤلاً إعلامياً في القصر،

فتضاربت الصلاحيّات بين قسطنطين ورفيق شلالا وشكّلت “وجعة رأس” للمحيطين برئيس الجمهورية، مع العلم أنّ علاقة شلالا بجريصاتي أيضاً لم تكن علاقة عمل سَلِسة.

يؤكد مطلعون على مسار رئاسة الست سنوات، أنّ الصراع الدائر في القصر ضمن

“حاشية البلاط”، شكّل استمراراً لصراع عهود ماضية لكن تحت سقف رئاسة ميشال عون.

فأقرب المقرّبين اليوم من رئيس الجمهورية لم يكونوا في عداد الفريق الذي لازمه قبل

أيام المنفى وبعدها، بل كانوا ماركة مسجّلة باسم عهود سابقة من ضمنهم جريصاتي نفسه.

وحتى شلالا نفسه عمل إلى جانب الرئيس السابق إميل لحود وفي مرحلة معينة مع ميقاتي،

فيما قسطنطين كان من عدّة الشغل الاعلامية للوزير السابق محمد الصفدي.

ملاك عقيل – اساس ميديا

لمزيد من المعلومات اضغط هنا

Exit mobile version