التسوية الرئاسية بعيدة.. الفراغ محسوم
قد لا يخرج الهجوم الذي يشنه “التيار الوطني الحر” على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في هذه اللحظة السياسية بالذات عن محاولة تحسين “التيار” لشروطه السياسية قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، في ظل تقدم أسهم عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية خلال المدة الدستورية، وبالتالي الذهاب الى فراغ في قصر بعبدا.
الفراغ الرئاسي سيكون معطوفا على عدم امكان تشكيل حكومة جديدة ما يعني ان التوازنات الحالية هي التي ستحكم عبر حكومة تصريف الاعمال، وهذا امر لا يرضي “التيار” الساعي الى تحسين واقعه التمثيلي في السلطة التنفيذية لتعويض غياب الرئيس عن المشهد بعد انتهاء ولايته. فشِل “التيار” في فرض شروطه على ميقاتي ما عرقل التشكيل وبات “التيار” بحاجة الى تعزيز ظروفه السياسية والشعبية لمواكبة التطورات في الاسابيع والاشهر المقبلة.
تطوّرات المنطقة تنعكس على التأليف والرئاسة
مَنْ يستفيد من الفراغ؟
بالرغم من كون الساحة اللبنانية تتمتع بهامش واسع من المناورة، بسبب غياب الاهتمام الاقليمي بها وتحديدا الخليجي، وبسبب اولويات الولايات المتحدة الاميركية المنشغلة في اشتباكات وكباشات كبرى في العالم، الا ان استحقاق رئاسة الجمهورية لا يزال مرتبطا بشكل او بآخر بالمسار السياسي الاقليمي والدولي، اذ سيعكس الرئيس المقبل السياسة والنظرة والوظيفة المراد للبنان القيام بها خلال السنوات المقبلة وفقا للتسوية التي سيكون جزء من الداخل اللبناني شريكا فيها.
وعليه فإن التطورات الاقليمية والدولية لا توحي بتسوية قريبة،فالمفاوضات النووية بين ايران والولايات المتحدة الاميركية لا تخطو اي خطوات جدية بل تستمر في المراوحة في ظل الحسابات والمصالح السياسية المتباينة بين الطرفين بالتوازي مع التطورات في اوكرانيا والصين وغيرها من المناطق.
كذلك فإن التقارب الخليجي – السوري تعرض مجددا لانتكاسة أخرت ظهوره
العلني وأخرت تبعاته السياسية الايجابية في بعض دول المنطقة وعلى
رأسها لبنان. ولعل الاشتباك السياسي المتزايد في العراق ليس سوى احد
مظاهر انعدام التسوية في المرحلة الحالية التي ستكون استمرارا لمرحلة رفع السقوف والكباش في اكثر من ساحة ساخنة.
عدة ملفات تحكم الساحة اللبنانية اولها ترسيم الحدود البحرية والذي اضيف
التسوية الرئاسية بعيدة.. الفراغ محسوم
اليه اليوم موضوع الاستخراج من البلوكات اللبنانية والتوتر العسكري مع اسرائيل،
اذ ان هذه التطورات، وإن كانت مرتبطة بالمسار الاقليمي، فهي ايضا مؤثرة عليه،
ما يعني ان حسم نتيجة المفاوضات سيكون مؤشرا على رغبة اقليمية ودولية ببدء مسار التسويات في المنطقة وفي الوقت ذاته سيكون احد مداخل التهدئة الداخلية في لبنان.
لن يُختم ملف الترسيم بمجرد حصول اتفاق بل سيتعرض لنوع من
الكباش الطويل الامد نظرا لربطه ببدء الشركات العالمية التنقيب
عن النفط، وكذلك سيحصل الامر ذاته في الملفات الاقليمية التي
لن يكون لها خاتمة ايجابية او حتى سلبية خلال اسابيع او اشهر قليلة
ما يعني ان لا تسوية رئاسية قريبة ولا انتخابات كسر عضم ايضا، بل فراغ لا بد منه بإنتظار التطورات.
لمزيد من الاخبار الرجاء الضغط هنا
المصدر:ch23