عون رَخّص السعر… “باسيل وزير مش رئيس

عون رَخّص السعر… “باسيل وزير مش رئيس

هناك قول مأثور يقول، “لماذا تنفخ باللبن؟، لأن الحليب كاويني”، وهذا ما ينطبق على التسريبات التي تروي عن أن رئيس الجمهورية ميشال عون لن يغادر قصر بعبدا بعد انتهاء ولايته،

وهذا يعود إلى سلوك عون عندما كان رئيساً لحكومة عسكرية انتقالية،

حينها، لم يغادر قصر بعبدا إلا تحت هدير طائرات السوخوي التابعة للنظام السوري،

فترك القصر مدمراً وخلفه آلاف الشهداء من الجيش اللبناني ومعتقلين لا يزالون يقبعون في السجون السورية.

أما الحليب المكوي اليوم، زاد عليه عون نكهة باسيلية تعطيلية، فبعدما

رضخ لعدم وصول صهره رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل إلى سدة الرئاسة

بدأ يتصرف على قاعدة، “طيب إذا مش رئيس وزير”، ما يذكّر بالباعة المتجولين الذي

يفترشون الطرقات ويركضون باتجاه المارة خلال زحمة السير، فتبدأ المفاصلة بسعر مرتفع،

وما إن تسير السيارة حتى يبدؤون بالهرولة خلفها ويبادرون بسرعة إلى خفض السعر لبيع ما لديهم.

البداية مع هاجس عون بعدم القبول بانتهاء عهده، إذ إن مستشار القصر الوزير السابق

سليم جريصاتي، لم يبدد مخاوف عدم تسليم عون الكرسي، فلم يؤكد ولم ينفِ،

و”معمعة القصة” بأسلوبه المعتاد في حديثه لـ”نداء الوطن”، وشدد على أن

عون ملتزم بتطبيق الدستور، لكن مستشار القصر يعلم جيداً، كم من الجرائم

ارتكبت تحت ستار “تطبيق الدستور” لأن الدستور بالنسبة للعهد “مغّيطة” تتماهى وفقاً لمصالح عون وباسيل.


وبالعودة إلى الملف الرئاسي المرتبط بملف تأليف الحكومة، يبدو أن الرئيس عون “رَخّص”،

إذ أشارت مصادر سياسية إلى أن مسار تشكيل الحكومة الجديدة، اصطدم

بالشروط والمطالب المعروفة لباسيل، صاحب القرار الفصل باي تشكيلة وزارية، بفعل التفويض المعطى له من قبل عون.


وقالت المصادر عبر “اللواء” ان اعادة رئيس الجمهورية طرح توسيع التشكيلة الوزارية

التي قدمها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، بضم ستة وزراء دولة يمثلون الطوائف الست الكبرى،

 انما هو طرح مفخخ ، وهدفه مكشوف لحشر توزير باسيل بالحكومة الجديدة ، وكان طرحه عون سابقا،

ورفضه ميقاتي، ما يعني بالنهاية عدم وجود نوايا سليمة من قبل الرئاسة الاولى

لتشكيل حكومة جديدة، تتولى القيام بمهمات رئيس الجمهورية، في حال لم تحصل ا

لانتخابات الرئاسية بموعدها الدستوري، لاي سبب كان،

بالرغم من كل الادعاءات والمواقف التي تصدر عن الفريق  الرئاسي والعوني،

بالحرص على تشكيل حكومة جديدة علانية، ولكن في الواقع تعطل كل المساعي والجهود المبذولة،

اذا لم تلبِ التشكيلة الوزارية كل مطالب وشروط باسيل الخاصة.

وفي الغضون، لا يزال رهان العهد وتياره كان وسيبقى على انتظام صفوف

قوى 8 آذار تحت عباءة حزب الله لإعادة فرض المعادلات الرئاسية كما كان

الحال قبل ست سنوات حين فرض “الحزب” إيصال مرشحه العماد عون إلى سدة الرئاسة الأولى بقوة الفراغ والتعطيل.

ولا يزال باسيل يجهد ويجتهد في تعبيد أرضية “الفراغ الشامل”

رئاسياً وحكومياً بانتظار أن يقطع الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله

الخيط الأبيض من الأسود في حسم مسألة تسمية مرشحه للرئاسة،

خصوصاً أنّ ملف الرئاسة لم يرتق بعد إلى مصاف أولويات نصرالله في ظل انشغاله

بحسم خياراته المفتوحة راهناً بين “الحرب والسلم” مع إسرائيل في ملف الترسيم البحري جنوباً، وفقاً لـ”نداء الوطن”.

بدورها، أكدت مصادر مواكبة للتحضيرات للاستحقاق الرئاسي أن لا إمكان

حتى الآن للحسم الجازم بأنّ الاستحقاق الرئاسي سيجري في موعده.

كما لا إمكان لحسم العكس، وبالتالي الاحتمالان واردان.

لكن الأكثر ترجيحاً هو الاحتمال الأول، إذ لا يوجد مرشح إجماع او محل توافق واسع.


ولفتت المصادر عبر “الجمهورية”

إلى مخاطر كبرى للفراغ الرئاسي إن حصل، وقالت، “امامنا اليوم فرصة لانتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهلة الدستورية بين أيلول وتشرين الأول، ذلك انّ الخشية الكبرى في ان نصل

في لبنان إلى لحظة يفرز فيها حقل الاحتمالات المفتوحة الماثل امامنا طارئاً،

ما نجد انفسنا امامه مكرهين على انتخاب رئيس”.

أما باسيل، لم يرق له الفنجان القهوة الأخير الذي احتساه ميقاتي خلال زيارته الأخيرة لعون،

فقام بقلب الفنجان، إذ رأى سياسي بارز أن تذرُّع فريق معين بأن حكومة تصريف

الأعمال ليست مؤهلة لتسلّم صلاحيات رئيس الجمهورية في حال حصول فراغ

رئاسي ليس في محله وما هو إلا بدعة، لأن الدستور ينص على انتقال صلاحياته

بالوكالة إلى مجلس الوزراء مجتمعاً من دون أن يأتي على ذكر طبيعة الحكومة،

أكانت حكومة تصريف أعمال أو كاملة الأوصاف، ويقول إن ميقاتي يريد إسقاط ما يتذرّع به البعض لجهة وجود حكومة مكتملة الصلاحيات.

وأكد عبر “الشرق الأوسط” أن مبادرة رئيس “التيار” إلى رفع سقف حملاته السياسية

على ميقاتي هي محاولة لابتزازه والضغط عليه للتسليم بشروطه لتأليف حكومة

جديدة تتيح له السيطرة عليها والتحكّم بقراراتها لتكون بمثابة ترضية له للتعويض عن إبعاده عن السباق إلى رئاسة الجمهورية.

وفي سياق المعركة الرئاسية المقبلة، عندما تضيع بوصلة الأفرقاء السياسيين،

يعود رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى تصويبها، إذ لفت إلى أن

“أهم وأكبر الصحافيين في لبنان اليوم يكتبون يومياً في مقالاتهم تحاليل مفادها

أنه لم تتضح الصورة بعد بالنسبة إلى ما ستؤول إليه الأمور في موضوع انتخابات رئاسة الجمهوريّة

لأنه لم تأت كلمة السر من الخارج بعد، إلا أنه بالنسبة لي، وهذه هي الانتخابات الرئاسيّة الخامسة

التي أواكبها عن كثب، لم أفهم عن أي كلمة سر من الخارج يتكلمون؟”.

وشدد جعجع على أن “لا أحد في الخارج يبالي أساساً إن حصلت انتخابات رئاسة الجمهوريّة في لبنان

أو لم تحصل، وفي حال حصولها لا يبالون من سيكون الرئيس العتيد، ولدى الخارج تمنيات

لا أكثر ولا أقل، فكل دولة يهمها أن يصل إلى سدّة الرئاسة رئيساً لصالحها،

ولكن بماذا يمكن للخارج ان يؤثر؟ الإيرانيون يمكنهم أن يؤثروا في هذا الاستحقاق

من خلال حزب الله الذي لديه الكتلة النيابيّة إلا أنه بالنسبة لباقي الدول فكيف بإمكانها التأثير؟

انطلاقاً من هنا ما يحدد وجهة انتخابات الرئاسة هم الأفرقاء المحليون وإيران فقط

من بين الدول الخارجيّة يمكنها أن تؤثر وذلك حصراً من خلال حزب الله، لا أكثر ولا أقل،

ولو كان للحزب نائبان فقط لكان حجم تأثيرها يوازي نائبين فقط”.

وشدد جعجع على اننا “علينا كأولاد قضيّة أن نقوم بإظهار العمل الفعلي للأحزاب

عبر أدائنا وذلك بغية تغيير المفهوم العام للأحزاب السائد في أذهان الناس في

لبنان جراء أداء بعض الأحزاب الأخرى. وعليكم أن تتذكروا جيداً أنكم لا تجهدون في

العمل من أجل الحصول على أي شيء وإنما من أجل المجتمع لأن آباءنا وأجدادنا والأوائل متجسدون فينا وعندما نتنفس يتنفسون معنا”.

المصدر: القوات اللبنانية

لمزيد من المعلومات اضغط هنا

Exit mobile version