“حزب الله” يفعّل “الإستنفار” الداخلي

“حزب الله” يفعّل “الإستنفار” الداخلي

حتى الآن، لا تفاهم داخلي إسرائيلي حول ملف ترسيم الحدود البحرية مع لبنان. مطالعة الأنباء الواردة من تل أبيب، تشير إلى تضارب في المواقف لدى المجموعة السياسية هناك. ثمة انقسام عامودي بين فريقين، الأول رافض بالمطلق لفكرة التنازل أمام “حزب الله”، وربطاً الدولة اللبنانية، والمعنى المقصود رفض التنازل من الخطّ رقم 1 إلى الخطّ رقم 23 دفعةً واحدة، مقابل فريق يحذّر من عواقب بقاء الأمور عالقة، والتي قد تؤدي في لحظةٍ ما إلى حرب، وهذا يأتي ربطاً بخطورة تهديدات الأمين العام ل”حزب الله”.

وفي المقام الثاني، ثمة خشية من فقدان فرصة مدّ أوروبا بالغاز، مع العلم أنه من الناحية العملية، إسرائيل تعوِّل على النقطة الثانية، بوصفها تؤمّن نقطة تقدّم إسرائيلية إستراتيجية في قلب أوروبا.

أمام هذا التضارب، لا زال الوسيط الأميركي آموس هوكستين، يقضي إجازاته على البحر المتوسط. الأنباء المعلومة في بيروت تشير إلى احتمال أن يزور المنطقة خلال الأسبوع المقبل، علماً أن هذه المعلومات ما تزال غير دقيقة، ربطاً بالتضارب الحاصل في تل أبيب، ففي النهاية يبحث هوكستين عن أجوبة من تل أبيب على العرض الذي تقدّم به لبنان. وفي هذا الصدد، لخّصت أوساط ما يجري، بتوقّع أن تكون الزيارة المرتقبة، هي الزيارة الأخيرة لهوكستين، وفي حال لم ينل أجوبةً وافية، قد تتدحرج الأمور إلى ما لا يُحمَد عقباه نتيجة التضارب الإسرائيلي.

وللحدّ من المشكلة المندلعة في إسرائيل، والتي تسعى تل أبيب إلى تصويرها،

بمعاونة من الأميركي على أنها سببٌ محتمل للتأجيل، يتوقّع أن تبعث بمندوب إلى واشنطن خلال الأيام القليلة المقبلة، ما يرجِّح تأجيل زيارة هوكستين المحتملة في ضوء ما تقدّم.

لبنانياً، لا شيء جديد تم إبلاغه إلى المسؤولين اللبنانيين، وسط ترقّب للإتصال

المقبل لهوكستين مع نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، كي يُبنى على الشيء مقتضاه.

في هذا الوقت، رفع “حزب الله” من منسوب تهديداته إعلامياً وميدانياً. وسرّب أن

الحزب عمّم على عناصره، منع سفر خارج الأراضي اللبنانية، وتحديداً مُنعت وحدات

التعبئة و”قوات الرضوان” من الحصول على إجازات أو أذونات لأداء مراسم

زيارة أربعين الحسين سواء في العراق أو سوريا. وقد أتت هذه الحادثة في إطار

“الإستنفار” الذي من الواضح أن الحزب قد فعّله على مقربة من قدوم أيلول، حيث

يلمّح العدو إلى بدء الإستخراج من حقل “كاريش” المتنازَع عليه، من دون انتظار الحلّ

مع لبنان، فيما “حزب الله” قد سبق له وأن هدّد بأنه “سيتصرّف” في حال عزم العدو

على بدء الإنتاج من الحقل، من دون الإقرار بحق لبنان في الإستكشاف والتنقيب والإستخراج.
 

المصدر:ch23

لمزيد من الاخبار الرجاء الضغط هنا

Exit mobile version