رواية تُعرَض للمرّة الأولى: هكذا عاكس بشير الجميّل القرار الأميركي
بشير الجميّل القرار الأميركي
هل كان بشير الجميّل ذاك الرجّل الذي لا يُخطئ في الاستراتيجيا ولا يخسر معركة ولا يفشل في أيّ رهانٍ فأصبح تلك الأسطورة الكبيرة؟ رفاقُه قبل خصومه يُجيبون بـ”لا” عريضة.
يجزمون بعد 40 عاماً على اغتياله أنّ “لا بشير” كانت لاءاً كاسرة،
و”نعم بشير” كانت نعَماً مستعدّة للإقدام من دون حسابات للربح والخسارة بل على قاعدة “فلتكن مواجهةً حتّى الإنتصار”.
مرّةً في سبيل بقاء المسيحيين على أرضهم، وأخرى للتحرير من الإحتلالات
العسكريّة الأجنبيّة والوصايات السياسية الدوليّة… وصولاً إلى استحقاق بناء الدولة
وترؤّس الجمهوريّة تحت عنوان القضيّة اللبنانيّة على طول الـ10452 كلم مربّع.
بشير الجميّل لم يكن سياسياً لبنانياً على الإطلاق، ولا محترفاً في تركيب التفاهمات
والإتّفاقات والتسويات. هو المغامر الذي حاز على احترام خصمه قبل حليفه لأنّه كان في كلّ مرحلةٍ يُفصح عن نواياه الراهنة والمستقبليّة.
وصف مستقبل سوريا فأصاب بدقّة، نبّه المسيحيّين لما وصلوا إليه مع نهاية الثمانينات،
وتحدّث واضعاً النقاط على حروف رئاسة جمهوريّةٍ مثاليّة، سياديّة، وحرّة، لا تُؤتَمر من جهة الغرب ولا من جهة الشرق.
الإبن المعنويّ للرئيس كميل شمعون والقوّة الواقعيّة التي اتّكأ عليها الرئيس الياس سركيس،
وضعت مواصفات الرئيس الحلم الذي تخطّى الزمن والحقيقة. هذه المواصفات
دخلت في قناعات بطاركة، وباتت في مطالب سفراء ودبلوماسيين، وأجندات
طامحين بارزين للوصول إلى السلطة… إنّه قاموس بشير الجميّل الذي حاول
ويُحاول آخرون تقمّس شخصيّته وأدائه ومواقفه ومبادئه إلاّ أنّهم فشلوا فشلاً ذريعاً، وبصورة خاصّة في الوجدان المسيحيّ.
في 14 أيلول 2022، يتحسّر الوجدان اللبناني على رئيسٍ من الطينة البشيريّة.
هو نفسُه الشعب الذي ما زال يحفظ حتّى اليوم الـ21 يوماً لعهد بشير،
يعدُّ اليوم الساعات والأيّام تعداداً للوصول إلى نهاية عهدٍ أنهى
لبنان الذي عرفناه… هذا اللبنان الذي تحوّل فعلاً، وأكثر من أيّ وقتٍ مضى، إلى حلمٍ مستحيل.
فهل تتكرّر ظاهرة بشير الجميّل أم يصبح عشاق السيادة والحرية والإستقلال يتامى جمهورية ضائعة؟
شاركونا تعليقاتكم.
لمزيد من المعلومات اضغط هنا