الماء تُهدّد الكهرباء.. هل سنودّع الطّاقة في تشرين؟

الماء تُهدّد الكهرباء.. هل سنودّع الطّاقة في تشرين؟

منذ الخامس والعشرين من آب الماضي، دخل لبنان منعطفاً صعباً على صعيد أزمة الكهرباء وذلك بعد نفاد مخزون “الفيول أويل” من معامل الطّاقة. حينها،

اتُخذ القرارُ باستخدام الفيول

من فئة “الغرايد B” لتشغيل معملي الزوق والجيّة، لكنّ الدّخان الأسود الذي غطّى سماء المنطقتين

وسط انقطاع الكهرباء عن الكثير من المناطق دفع نحو إطفاء المعملين بـ”ضغط الشارع” وبقرارٍ من النيابة العامة البيئية. 

حالياً، يرزحُ لبنان تحت عتمةٍ شبه شاملة، وحبلُ النجاة يرتبطُ الآن بالفيول

العراقي الذي من المفترض أن يصل تباعاً إلى معامل الطاقة خلال الشهر الحالي.

إلا أنه ورغم ذلك، هناك مخاوف من أي تأخيرٍ قد يطرأ، وتقول مصادر مؤسسة “كهرباء لبنان” لـ”لبنان24″ إنّ “الكميات قد لا تكفي لتقديم طاقة كهربائية لأكثر من ساعتين يومياً”، وتضيف: “الكميات

التي يحصل عليها لبنان شهرياً من الفيول العراقي ضئيلة مقارنة بحاجة لبنان من الطاقة،

ولهذا الآمال على تحسّن التغذية تبقى مُنعدمة في ظلّ عدم وجود كميات وفيرة من الفيول المخصص للمعامل

في الوقت الرّاهن، فإنّ لبنان يتغذى “كهربائياً” من خلال المعامل الكهرومائيّة

والتي بإمكانها أن تنتج نحو 200 ميغاواط من الكهرباء كحدّ أقصى. وبحسب

أحد الخبراء في “كهرباء لبنان“، فإن هذه الطاقة تكفي فقط لتقديم ساعتين من الكهرباء لا أكثر في الوقت الرّاهن.

ويضيف في حديثٍ عبر “لبنان24”: “الآن، يتم تزويد بعض المرافق الحيوية من تلك الطاقة عبر شبكة الـ66 كيلوفولت، لكن الخوف الأكبر هو في الأسابيع اللاحقة حينما تتناقص المياه في الأحواض المائية التي تجري عبرها عملية توليد الطاقة”.

ويُكمل: “في حال حصل هذا السيناريو، فإنّ إنتاج الكهرباء سيتراجع،

وعندها لن تبقى الكهرباء على حالها. طاقة الـ200 ميغاواط ستتراجع إلى 100 وربّما أقل، وهنا

ستقع المشكلة في حال لم يتم استجلاب كميات وفيرة من الفيول للمعامل الحرارية”. 

وأردف: “تقنياً، فإن المعامل الكهربائية تعمل على ضغط المياه المتوافرة، وحينما

يتناقص المخزون من تلك المياه، فإن المشكلة ستقع، ولهذا يجب الأخذ

في الحسبان هذا الأمر وعدم الانتظار طويلاً أو الاعتماد على المعامل الكهرومائية إلى حدّ إنهاكها”. 

وأكمل: “ما سينقذ الوضع هو الأمطار التي تساعد على إعادة تكوّن البحيرات الخاصة

بالمعامل الكهرومائية، وعندها ستكون الأمور في موقعٍ سليم.. ولهذا، فلننتظر أمطار تشرين

وعندها لكل حادث حديث.. أما في حال تأخر هطول الأمطار،

فإننا قد نوّدع كمية كبيرة من طاقة المعامل الكهرومائية بسبب التناقص الفعلي

في منسوبِ البحيرات الخاصة بها بفعل زيادة الانتاج.. ومثلما قلنا، طاقة الـ200 ميغاواط ستتراجع بقوة”. 

مُزايدات سياسية

وفي ظلّ “الخدمة” التي تؤدّيها المعامل العاملة على الماء، دخلت على

الخطّ مُعطيات أخرى ترتبطُ بها. فمؤخراً، برزت مطالب في مناطق عديدة تهدف

لإلحاقها بالمعامل الكهرومائية التي تُقدّم نحو 20 ساعة من الكهرباء في أكثر من 50 بلدة لبنانية. 

آخر تلك المطالب كانت في منطقة إقليم الخرّوب، إذ ارتفعت الأصوات المُطالبة

هناك بضمّه كاملاً لشبكة انتاج الكهرباء الخاصة بمعمل بسري الكهرومائي،

وبالتالي الانفصال عن المعامل الحرارية، علماً أنه كانت هناك في السابق مُطالبة

من أبناء بلدات ساحل الإقليم بالحصول على الكهرباء مجاناً و 24/24 من معمل الجيّة الحراري نظراً للملوثات التي كان يُطلقها.

وفي ظل تلك المُطالبة “الكهربائيّة” التي ترافقت مع تحرّك حصل قبل أيام

باتجاه معمل الجية وأدى إلى انفصاله عن الشبكة العامة، برز كلامٌ عن أن المسعى السياسي

الداعم لحصولِ المنطقة على كهرباء من المعامل الكهرومائيّة، قد يكونُ مقترناً بمُخطط واحد،

وهو حصول معمل الإسمنت في منطقة سبلين على خطّ مباشر من شبكة الكهرباء

الخاصة ببسري، وذلك بسبب توقف انتاج الطاقة عبر معمل الجية الحراري.

 وللإشارة، فإنه منذ سنوات طويلة، يحظى معمل الإسمنت بخطّ مباشر من شركة الكهرباء في الجيّة،

الأمر الذي يُتيح له طاقة بقوة 16 ميغاواط تقريباً. إلا أنه وبسبب عدم توفر الفيول وتوقف

المعمل الكهربائي عن الانتاج، بات معمل سبلين مضطراً للاستعانة بمولداته الخاصة للتشغيل. 

وهنا، رأى البعض أن الواقع المتردي على صعيد الطاقة، قد يدفع نحو

استجرار الكهرباء لمعمل الاسمنت من بسري، وهذا أمرٌ بات يُروّج له في أوساط فاعليات

سياسية وحزبية في الإقليم، إذ قيل أن الحزب “التقدمي الإشتراكي” يُخطّط لتأمين

سبلين بالكهرباء من بوابة شمل المنطقة بالمعامل الكهرومائيّة.

وفي السياق، قالت مصادر سياسية في “الإشتراكي” لـ”لبنان24″ إن “كل الكلام الذي

يُقال في هذا الإطار يندرج في إطار المُزايدات السياسية”.

 وأضافت: “هناك قرى تحتاجُ إلى طاقة كهربائية تتجاوز حجم الطاقة التي

يريدها المعمل. في كلّ أمرٍ يتم ابتداع أحاديث هدفها التصويب السياسي

في مرحلة حرجة. البلد يعاني من أزمة كهربائية والسعي للحلول مستمرة،

لكن الأساس في كل شيء يجب أن يقترن في الابتعاد عن الشعبويّة التي لا تُفيد”.

لمزيد من المعلومات اضغط هنا

المصدر: لبنان 24

Exit mobile version