لا شكر على واجب!
لبنان
استخراج الغاز اللبناني
عندما يقوم من في السلطة في لبنان بالقليل من واجباتهم تنهال عليهم آيات الشكر والتمجيد والتبجيل من قبل أنصارهم للدلالة على أن هؤلاء ليسوا أسواء من غيرهم وأنهم لا يتحملون
وحدهم مسؤولية ما وصلت إليه البلاد، حتى أن بعضهم ينفون نفيا قاطعا أن
يكون لممثليهم في السلطة أي دور في الانهيار ويعتبرونهم من المستهدفين
وطبعا هذا ليس بصحيح بل هو أكبر دليل على انفصام لا علاج له لا في السابق ولا في الحاضر ولا في المستقبل.
يعاني لبنان اليوم من أسوأ وضع في السياسة والاقتصاد والمال والمعيشة والتعليم
والاستشفاء والصحة وإدارة الدولة وعزلة عربية ودولية، وبكلمة واحدة يعاني لبنا
ن من انهيار كامل ولم يكلف من في السلطة أنفسهم عناء إيجاد الحلول الفعلية وتطبيقها،
بل ان ُجلَّ ما قاموا به كان صراعا على توزيع المناصب الوزارية وغيرها والتشبث بمواقع
السلطة والمحاصصة والمغانم ومازالوا مستمرين حتى هذه اللحظة وسيستمرون
طالما بقي من يصفق لهم وفق شعار “شو ما صار إنتصار”.
على ماذا نريد أن نشكر من هم في السلطة؟ على ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل؟
لقد كان هؤلاء في غيبوبة لم يفيقوا منها سوى عندما وصلت سفينة الاستخراج إلى كاريش،
ولم يكن الملف ليتحرك لولا الحاجة العالمية للطاقة وتحديدا للغاز ومن ضمنه الغاز الإسرائيلي
باعتبار أن استخراج الغاز اللبناني إذا وجد فاستخراجه يحتاج سنوات وقد تكون الحرب الروسية
الأوكرانية قد انتهت وقد تكون أوروبا وجدت حلا لأزمة الطاقة.
على هذه الخلفية تحركت الولايات المتحدة تجاه لبنان وإسرائيل وأوجدت الحل
وهو حل كان يتطلب بالتأكيد تعاونا من السلطات في لبنان وإسرائيل كي يكون
شرعيا وقانونيا ومعترفا به في الأمم المتحدة، وهذا التعاون هو أبسط واجبات
السلطة ومن فيها في لبنان، وإذا كنا نريد قول الحقيقة كما هي فيجب أن يكون
كل من تعاطى في ملف النفط والغاز في لبنان محور مساءلة ينتج عنها محاسبة
كل من عرقل وتسبب في تأخير استفادة لبنان من ثرواته إذا وجدت، فكيف يعقل
أن كل الدول المحيطة بنا أنجزت أعمالا ضخمة في هذا القطاع وبدأت باستفادة
مالية واقتصادية متصاعدة بينما نحن ما زلنا في بداية طريق صعب عرقله وعرقلته خلافات أهل السلطة وكان أبرزها فراغات حكومية ورئاسية قاتلة حرمت لبنان واللبنانيين من الاستقرار والازدهار.
لن نشكركم أقله إنطلاقا من المبدأ الذي يقول “لا شكر على واجب”.
لمزيد من المعلومات اضغط هنا