جثَّة مُحَنَّطَة مَن يَعرِفُ عَنها شيئًا
تلقّيت بكثير من حِسِّ المسؤوليَّةِ والتهيُّبِ رأيَ شخصيَّةٍ نسائيَّةٍ مشهودٌ لها
في وطنيَّتِها أفصَحَت عن رغبتها في أن تقرأَ شيئًا من الحلول في كتاباتي.
أعترفُ سيدتي. كتاباتي لا تقترحُ حلولًا. كلَّما حاوَلتُ إلى ذلك سبيلًا عانَدتني الحروف.
رأيَ شخصيَّةٍ نسائيَّةٍ
مقالاتٌ بكّاءاتٌ تصلحُ لقصائدَ ندبٍ ونُواحٍ تُنشِدُهنّ بحزنٍ نساءُ أخوياتِ الكنائسِ العَتيقَةِ في القرى النائية.
حقًا شعرتُ بذلك. تخيَّلتُ نفسي متصدِّرًا موكبَ متَّشِحاتٍ بمنديلِ أخويَّةِ الحَبَلِ بلا دَنَسٍ
أحملُ صليبًا طويلًا أجوبُ به شوارعَ المدينةِ مُرَتِّلًا في تأبيدِ ذكرى المرحوم ” فَليَكُن ذِكرُهُ مؤَبَّدًا “.
مَحمَلُ لبنان على بُعدِ أمتارٍ منّي يُرَقَّصُ على الأكُفّ. على صفيحةٍ برونزيَّةٍ مستطيلةٍ
مكتوبٌ اسمُه وتاريخا الولادةِ والوفاة. 1920- 2022
لا حلَّ سيِّدَتي إلا بِدَفنِ لبنان. لا تُسيئي فَهمي. أعني ذلك الذي عرفناهُ بكلِّ أوساخِه
وأدرانِه ومستنقعاتِه الطائفيَّةِ التي تفوحُ برازًا سياسيًا أينَ منه برازُ البَقَر.
أرجو ألا تتهافتَ في ذهنِكِ المتَّقِدِ وطنيَّةً أني أدفنُ لبنانَ وحيدًا.
يشاركُ معي في جنازتِه ملايينُ اللبنانيين. أرجو أيضًا ألا تَظُنّي بي سوءًا
رأيَ شخصيَّةٍ نسائيَّةٍ
فأنا لا أدعو لا إلى مثالثةٍ ولا إلى مرابَعَة. أنا مستعجلٌ للجنازةِ
وينتابُني شيئٌ إستثنائيٌّ لا نشهدُه في مَراسمِ الدَّفنِ عُمومًا. الفَرَح.
عن الحلول يمكنُكِ البحثَ عنها عند أحزابِ لبنان. أغلبُها من فصيلةِ المنافقينَ والكَتَبَةِ الكَذَبَة.
مُطوّلاتٌ حولَ العلمنةِ وإلغاءِ الطائفيةِ السياسيةِ والفدراليةِ والكونفدراليَّةِ
والتقسيمِ والتطبيعِ واللا مركزيةِ الإداريةِ الموسَّعَةِ وتشكيلِ الهيئةِ الوطنيةِ
لإلغاءِ الطائفيةِ السياسيةِ وتشكيلِ مجلسِ شيوخِ القبائلِ المذهبيَّةِ ذي اللِّحَى الطّويلَة واللائحةُ تطول.
شخصيَّةٍ نسائيَّةٍ
حاشاكِ أن تقرأي الأكاذيبَ وقد حاولَ قائلوها أن يجرّبوها فينا منذ مئةِ سنة.
لبنان جنينٌ وُلِدَ ميتًا. عيَّشوهُ بمستحضراتِ التّحنيط. أقصى ما يمكنُ أن يُنجزُه هو استقطابُ السيّاحِ
الذين سَيُبدون إعجابَهُم كيف أن المستحضراتَ الحافظةَ التي تمَّ استعمالُها
شخصيَّةٍ نسائيَّةٍ
في حشوِ إمعاءِه أفضلُ من تلك التي استَعمَلَها الفراعنةُ في تحنيطِ فراعنتِهِم.
جثّةُ لبنان الدولة محفوظةٌ بحرفيةٍ تفوقُ حرفيَّةَ تحنيطِ توتْ عنخْ آمون.
موادٌ عجيبةٌ غريبةٌ مصنوعةٌ من طحينِ الترويكا ومسحوقِ الميثاقيَّةِ وعصيرِ السلمِ الأهلي.
الخطابُ الوطنيُّ الوحيدُ الذي أعطانا أملًا بأنَّ لبنان الوطن
ما زال على قيد الحياة هو بيتُ الرحباني وثكنةُ الجندي وأضرحةُ المقاومين.
تَمتَّعي معي سيِّدَتي بمأساةِ لبنان. موارنةٌ متقاتلون.
تباغُضٌ إسلاميٌّ مَقيت. ثَوراتٌ ملوَّنَة. أسماءُ عَلَمٍ نتحايلُ على أصحابِها لنرى
إذا كانت تُصلِّبُ بالثلاثةِ أو بالخمسَة. ولاءاتٌ ليسَ فيها شيءٌ مِن لبنان.
زعرانٌ في كلِّ المَناطق. إنها الصَّومَلَةُ في أبهى حلَلِها.
قريبًا ونرى الزعرانَ يَضعونَ عصبةً يُخفونَ فيها عينًا واحدةً ويُبحِرونَ في شَخاتيرَ صَيدٍ
ليَستَولوا على السفنِ التجاريَّةِ ويطالبونَ بفديَةٍ للإفراجِ عن بحّارَتِها.
نحن مَلهيينَ بمعرفةِ عمَّا إذا كانَ التَّرسيمُ البحريُّ تطبيعًا أم لا.
بالتوسُّطِ بين باسيل وفرنجيّه. بينَ القومي والكتائبي. بينَ الكتائبي والقواتي.
بينَ جَبَل مِحسن والتبَّانة. بينَ أَفقا ولاسا. بينَ الشيّح وعَين الرّمانة.
بين البطريرك والمُفتي وبينَ الأسقفِ والإمام وبين العِلماني والطائفي.
أيُّ حلٌّ مطلوب؟ كلُّ مَن يَقترحُ حلولًا اليوم واهم. لا حلولَ إلا بحلولِ الساعةِ سيِّدَتي.
سيِّدَتي، نحنُ لم نَكُن بحاجةٍ إلى قِيامِ دولةِ إسرائيل لنقتلَ فكرةَ لبنان.
نظامُ لبنانَ الهَجينُ عاملُ تدميرٍ ذاتي. إسرائيل كانت حبَّةَ الكَرَزِ على القالبِ ليسَ إلا.
يجبُ قتلُ إسرائيل لتعيشَ فكرةُ لبنان. المشكلةُ أنَّ إسرائيلَ حيَّةٌ فينا والعديدُ مِنّا لا يريدونَ قتْلَها.
لذلك استدرتُ نحو هذا الكيانِ لأقاتلَه.
في سبيلِ ذلك نُعِتُّ بالمرتدِّ وبالذمِّيِّ والمُتَشَيِّع.
أنا مع جيش لبنان ولو كان مِن غير طائفتي. أنا مع مُقاومة لبنان ولو كانت هندوسيَّةً أو مواليةً لطائفةِ السّيخ.
خارجَ هذه الثنائيَّة نحنُ على طريقِ الأسرَلَةِ للأسف. لهذا السبب لا حلولًا في ما أكتُب.
لا يلوحُ الحلُّ في لبنان إلا بموتِ إسرائيل. هيّا نقاتِلَها ونقتُلَها سويًّا!
لمشاهدة المزيد اضغط هنا