“حزب الله” لن يسمِّي فرنجية قبل “تطييب خاطر الحردان”
إذا لم يستطع “حزب الله” إقناع رئيس “التيار الوطني الحر” السيد جبران باسيل بـ”التي هي أحسن”، فلن يُقدم على تسمية رئيس تيار “المردة” الوزير السابق سليمان فرنجية.
فمن دون نواب تكتل “لبنان القوي”، وعددهم مع نواب “الطاشناق” 21 نائبًا، لن يستطيع “الثنائي الشيعي” الذهاب بعيدًا في عملية ترشيح فرنجية، على أن يبقى خيار “الورقة البيضاء” من بين الخيارات غير المحبّبة ، ولكنه الخيار الوحيد المتاح في الوقت الراهن، أو إلى حين التوصّل إلى صيغة قد ترضي باسيل ومن معه.
في إعتقاد “حارة حريك” أن باسيل يعرف في قرارة نفسه أن حظوظه الرئاسية
تكاد تساوي صفرًا، ولكنه في الوقت نفسه لا يريد “أن يطلع من المولد بلا حمّص”. وهذا ما يتفهمّه “حزب الله” المقتنع بأن “جبران الحردان” سيسير في نهاية المطاف في ترشيح فرنجية، بعد أن يحصل على كل ما يريده من مكتسبات سياسية وغير سياسية.
وفي رأي أحد كوادر الحزب، الذي تربطه علاقة وطيدة مع باسيل، أن الأخير صعب ا
لمراس في المفاوضات، لأنه يعرف ما الذي يريده وما لا يريده، ويعرف بالتالي كيف يفرض شروطه، حتى ولو كانت بعض الأحيان تعجيزية، ولكنه متى حصل على ما يريد يصبح التعامل معه سهلًا.
هذه هي خلاصة تعاطي “حزب الله” مع باسيل منذ العام 2005 حتى الآن، بما فيها
سنوات عهد الرئيس السابق ميشال عون. وإستنادًا إلى هذه التجربة يمكن لـ”حزب الله”
التأسيس للمرحلة المقبلة، على أن يكون تذليل العقد الباقية من أمام ترشيح فرنجية
على عاتق الرئيس نبيه بري، القادر على أن “يمون” على عدد لا بأس بهم من النواب،
ومن بينهم نواب “اللقاء الديمقراطي” لمراكمة الأصوات، والوصول إلى عتبة الـ 65 صوتًا، وذلك إستنادًا إلى تجربة الـ 63 “ورقة بيضاء” في أول جلسة رئاسية، والتي عُقدت في 29 أيلول الماضي، وإستنادًا أيضًا إلى إنتخابات رئاسة مجلس النواب ونيابتها، فضلًا عن إنتخابات هيئة مكتب المجلس واللجان.
فمن دون كتلة “لبنان القوي” وعدد من نواب “اللقاء الديمقراطي”، سواء أكانوا في
هذه الجهة أو تلك، تبقى الأمور تدور على نفسها وتراوح مكانها من دون تحقيق أي خرق في “الجدار الرئاسي”.
مصادر متابعة لمسار المفاوضات في ضفة “محور الممانعة” تقول إن التفاوض
مع باسيل هي “عقدة المنشار”. ومتى يتمّ إقناعه تصبح الأمور الأخرى أقّل صعوبة،
خصوصًا أن الفريق الآخر، وبلسان رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع
تعّهد بعدم “تطيير النصاب” في حال أيقن أن مرشح “الممانعة” قادر على تخطّي عتبة
النصف زائد واحد في الدورة الثانية التي تلي الدورة الأولى مباشرة.
ولأن باسيل يعرف مدى حاجة “حزب الله” إلى أصوات نوابه، وكذلك الأمر بالنسبة إلى
الفريق الآخر، فهو “يلبط” بالأرض، ويحاول أن يحسّن شروطه، أو بمعنى آخر، يحاول أن
“يرفع سعره”، مع ما يحيط موقفه هذا من حذر يأتيه هذه المرّة من داخل تكتله، خصوصًا
بعد المواقف المتمايزة، التي بدأ نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب بإتخاذها، وكأنه
“طائر يغرّد خارج سربه”، مع ما يمكن أن يكون له تأثير مباشر على عدد من نواب التكتل،
الذين لا يخفون إمتعاضهم من “عنجهية” جبران، وتعاطيه معهم بفوقية مفرطة.
وهذا الأمر قد يفقد باسيل “ورقة المعلاق”، وقد يضعف موقفه في مفاوضاته المتعددة الأطراف.
إلى أن تنضج هذه التسوية الموضوعة على نار هادئة ستكون جلسة اليوم، وهي السادسة، شبيهة لسابقاتها التي لم تُنتج رئيسًا، مع إحتمال “تكبير” حجم الأصوات المؤيدة للمرشح النائب ميشال معوض، ولو بنسبة متواضعة.
لمزيد من الاخبار الرجاء الضغط هنا