حاولت الانتحار فسقطت على رأس زميلها ..
تسببت ممرضة مصرية حاولت الانتحار بإلقاء نفسها من الطابق الخامس بمبنى مستشفى جامعة كفر الشيخ (دلتا مصر) في مقتل زميلها (فرد أمن)، بعد سقوطها على رأسه، بينما كُتبت للممرضة النجاة.
وقال حاتم الجوهري، مدير مستشفى كفر الشيخ الجامعي، في تصريحات صحافية،
إنّ «حالة الممرضة مستقرة وتتلقى الرعاية الطبية بالمستشفى ذاته حالياً»،
مشيراً إلى أنّ «الممرضة كانت ترغب في الانتحار نظراً لتعرضها لظروف نفسية، وأنّ النيابة العامة ستكشف جميع التفاصيل من خلال التحقيقات التي تجريها في القضية».
وقالت مصادر لوسائل إعلام محلية إنها «أصيبت بكسر في الحوض، واشتباه نزف بالرأس.
يأتي ذلك بعد أسبوع واحد من محاولة شاب يدعى مصطفى الانتحار بإلقاء نفسه من أعلى سور القلعة بمنطقة الخليفة في القاهرة،
وذلك عقب إجراء «بث مباشر» على صفحته في «فيسبوك»، لينتهي البث بأصوات كثيرة حول الهاتف
الذي تبيّن أنّه سقط من يد الشاب بعد القفز.
ورغم أنّ الكثير من محاولات الانتحار تبوء بالفشل في مصر، فإنها تترك تساؤلات حول أسباب تكرار هذه الوقائع،
وطرق حلها اجتماعياً ونفسياً.
وبحسب الحكومة المصرية، فإنّ بياناً للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء حصر حالات الانتحار عام 2018 في 67 حالة.
وشهدت مصر على مدار الأشهر الماضية عدة وقائع للانتحار،
منها واقعة انتحار شاب خلال «بث مباشر» على «فيسبوك» مستعيناً بحبات «حفظ الغلال»،
ممرضة
احتجاجاً على تعرضه لـ«الظلم» – حسب قوله – من قبل أحد أقاربه
الذي وجّه له اللوم بجملة «أنتظرك في الآخرة»، ولم تفلح محاولات الإنقاذ لينتهي «اللايف» بالوفاة.
وشهد مطلع العام الحالي واقعة انتحار الفتاة «بسنت خالد»، التي اشتهرت بـ«ضحية الابتزاز الإلكتروني»،
ممرضة مصرية
بعد تعرّضها لابتزاز إلكتروني من جانب 5 شباب عبر نشر صور مفبركة لها،
باستخدام أحد برامج تعديل الصور، ثم نشرها على موقع «فيسبوك».
وسبق ذلك، حادثة انتحار الشابة «ميار محمد»، المعروفة إعلامياً بـ«فتاة المول»،
بإلقاء نفسها من أحد المراكز الشهيرة في حي مدينة نصر (شرق القاهرة)،
حيث أظهر مقطع مصوّر تم تداوله بشكل واسع على المنصات الرقمية،
الفتاة وهي تقف على أحد المقاعد ثم تعبر في هدوء إلى الحاجز الموجود بالطابق السادس،
لتلقي بنفسها دون تردد لتسقط جثة هامدة، ولتبيّن التحقيقات أنّ الفتاة انتحرت بسبب معاناتها من مشكلات وخلافات أسرية.
ويطالب خبراء اجتماع في مصر بضرورة الاهتمام بالعلاج النفسي والعلاج من الإدمان لخطورته على المجتمع،
وتقول الدكتورة سوسن فايد، خبيرة علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، لـ«الشرق الأوسط»،
إن «ذروة اليأس التي تصيب البعض، قد تدفعهم إلى قرار التخلص من حياتهم»،
مشيرة إلى أنّ «ضعف النفس، والمرض النفسي، وغياب الثقافة، والإدمان،
عوامل متشابكة تقود في النهاية إلى محاولة الانتحار».
وتوضح أنّ «الاكتئاب العقلي والنفسي يُعدّ من أخطر العوامل التي تقود ضعفاء الأنفس نحو الانتحار،
إلى جانب الفصام، والهلاوس السمعية والبصرية».
وتلفت «فايد» إلى «أهمية تبني استراتيجية حكومية للتوعية من مخاطر الأمراض النفسية،
وتغيير النظرة النمطية تجاه العلاج النفسي المرتبط بوصمة اجتماعية راهناً».
ويرى خبراء نفسيون أن «هذه الوصمة أُخذت من الأفلام السينمائية القديمة التي
صورت المرض النفسي على أنه وصمة، ولا يدرك من يقتنع بهذه الأفلام،
أنها كانت تُوظف فقط لأجل الضرورة الكوميدية ولإضحاك المشاهدين».