طبخة جميل السيد لجبران باسيل
في لبنان بلد الأسئلة والتساؤلات , كثيرة هي علامات الاستفهام حول اكثر من قضية وملف، بدءاً من أهداف الشغور الرئاسي في ظل حكومة تصريف أعمال، مروراً بتسامح الحزب وتكرمه
بالوقوف وراء العهد في ملف الترسيم، إلى الصحوة المفاجئة للأمن والقضاء
وهمتهما في تحريك ملفات فساد، قيل أنها تطال بشبهاتها قريب مرشح رئاسي “مهم”،
وصولاً بالأمس إلى قتل الجندي الايرلندي، الذي لن يعرف يوماً ما اذا كان عفويا ام مقصودا،
والأهم من كل ذلك سر زيارات رئيس التيار الوطني الحر إلى دولة قطر، تحت الف حجة وحجة، بلغت حتى الساعة ثلاث في حوالي شهر.
فما القصة ؟ وماذا تخفي وراءها ؟ ومن يعمل على خربطة نتائجها كل مرة؟..
في عودة تاريخية بسيطة إلى الماضي القريب يتبين ان علاقة جيدة وأكثر جمعت
والد أمير قطر برئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون ،حيث زاره في منزله في الرابية مع الشيخة موزة، زمن “شكر” قطر على إنجازاتها.
وفي هذا السياق يروي نائب عوني سابق رافق العماد عون إلى الدوحة بعد السابع
من أيار المجيد، أن الدوحة عرفت كيف ترضي ميشال عون وتكرّمه بعد اختيارها
ميشال سليمان كرئيس، بكم وافر من مئات الملايين، وقبلها ساهمت في تمويل التيار ومشاريع.
حافظ العونيون على حد أدنى من هذه العلاقة،وإن كانت تراجعت نتيجة عوامل كثيرة،
إلا أنه مع نهاية العهد اورث العم الصهر، من بين ما أورثه، أحد أهم مستشاري، وعدو عدوه،
المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد، الذي نجح في نسج علاقة “متينة” مع العائلة الحاكمة،
نتيجة علاقة زواج جمعت أحد أبنائه بابنة الشيخة موزة، وهو ما كان كافيا ليفتح قريحة اللواء،
بانيا خطة متكاملة لمساعدة “جبران”.
تقوم الخطة على أن يفتح السيد الطريق أمام جبران باسيل في الدوحة ،بهدف تسويق نفسه للرئاسة،
وليس سعيا وراء اتفاق على اسم تسووي، على أن يساعده القطريون في فتح الأبواب المغلقة أمامه،
اولا عبر الحصول على تاكيدات بأن العقوبات الأميركية سترفع عنه، ليسير عندها بالملف
قانونيا في الولايات المتحدة كما فعل جميل السيد قبله، ثانيا، تسويق اسمه كمرشح
ناجح بعدما قدم أوراق اعتماده في ملف ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل، على
أن ينجز في المقابل “صفقة” دخول قطر على خط النفط والغاز بمباركة اميركية-فرنسية-اسرائيلية ،
وهو ما بات في مراحل التنفيذ الأخيرة، بحسب وزير الطاقة المحسوب على البياضة.
ولكن هل نجحت تلك الزيارات في تحقيق الأهداف؟ ام ان الربح الوحيد سيبقى محصورا في “كم مباراة” حضرها في كأس العالم؟
بحسب متابعين عن قرب للمسار القطري، فإن الزيارات الثلاث لم تنجح حتى الساعة
في تحقيق أي خرق يذكر أو نتيجة يمكن البناء عليها، إذ أن معظم لقاءاته مع القطريين
وغيرهم كانت جلسات استماع لوجهة نظره أكثر من أنها حاسمة ذات نتائج عملية.
وهنا تشير أوساط دبلوماسية إلى أن “مصيبة بري” التي تجمع بين باسيل والسيد، ل
يست كافية وحدها لانجاح الخطة، إذ يبدو أن دمشق غير راضية،وقبلها حارة حريك،
فضلا عن أن حنكة و”ملعنة” “استيذ” عين التينة سمحت حتى اللحظة في إجهاض المسعى من أساسه.
فعلى من سترسي القرعة في النهاية؟ بقدر ما هي صعبة، هي سهلة الإجابة،
التي ستحملها الايام الفاصلة عند منتصف كانون الثاني.
لمزيد من الاخبار اضغط هنا