سيناريوهات دبلوماسية قاتمة للعام 2023
على إيقاع التقلبات في سعر الدولار، يستمر الإحتقان والتوتر السياسي ما يُنذر بنارٍ تحت رماد الشغور الرئاسي، نتيجة التأزم في ساحات المواجهة في المنطقة والتي ما زالت بعيدة عن أي تسوية في المدى المنظور.
لكن الأخطر الذي ينتظر الساحة الداخلية قبل أيام معدودة على نهاية العام الحالي،
بحسب السيناريوهات المتداولة في الأوساط الديبلوماسية المعنية بالملف اللبناني
بكل تفاصيله وليس فقط بما يتصل بانتخابات رئاسة الجمهورية، والتي تتحدث
عن وتيرة لانهيار الليرة، والتي سيكون لها تأثيراً شبه شامل وعلى طريقة انهيار
الأحجار في لعبة الدومينو أو ما بات معروفاً ب domino effect ، وبالتالي، سيجرف سقوط العملة كل المسارات السياسية والإقتصادية والإجتماعية وصولاً إلى الأمنية منها في العام الجديد.
وتُخفي السيناريوهات الدبلوماسية قلقاً جدياً قد نقلته بشكلٍ واضح السفيرة الأميركية
دوروثي شيا، إلى بكركي عشية عيد الميلاد المجيد، حيث أن معلومات قد كشفت عن
أن الموقف الأميركي من الواقع اللبناني المتدهور، يدعو إلى قراءة معمّقة ومتريثة للبيانات الصادرة عن الإدارة في واشنطن، والتي تشدد على إنجاز الإنتخابات الرئاسية في أقرب فرصة وإقرار الإصلاحات
المالية والإدارية والإقتصادية تمهيداً لاستئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي
ووضع لبنان بالتالي على سكة التعافي.
وإذ تؤكد هذه المعلومات على أن ما من فيتو أميركي أو حتى غربي على مرشّحٍ
رئاسي يتمّ التداول باسمه أو ما زال بعيداً عن الأضواء، فهي تكشف عن إشعارات
دولية ما زالت غامضة تبرز ما بين سطور البيانات الأميركية والفرنسية والأوروبية والعربية.
كذلك فهي تجزم بأن الساعة الإقليمية للتسوية لم تأت بعد، ولذا فإن إبقاء
الإستحقاقات اللبنانية الداخلية، رهينةً للتفاهمات الخارجية، يعني ومن الناحية العملية،
أن الغموض سيبقى سيد الموقف في العام 2023، والإنهيار المرتقب في لبنان،
لن يقتصر فقط على الليرة، بل سيفتح الساحة على مرحلة قاتمة ومُثقلة بالتحديات،
علماً أن المكتوب يُقرأ من عنوانه وهو انطلاق عملية تصفية الحسابات وتحقيق النقاط على الطريق باتجاه قصر بعبدا والتي بدأت مسيحياً وستنعكس على لبنان كله.
التقلبات في سعر الدولار
لمزيد من المعلومات اضغط هنا