أميركا تحقق هدفاً في مرمى “الحزب” .. والعين على رئاسة الجمهورية!
لعلّ المواجهة الاخيرة التي اشتعلت على الساحة اللبنانية خلال السنوات الماضية وبعد انتهاء الحرب السورية كانت بين الولايات المتحدة الاميركية و”حزب الله”، إذ إن الاميركيين لم يكونوا جاهزين للتعاطي مع “الحزب” العائد بانتصارات في المنطقة، ولم يتقبلوا بعد ذلك فكرة فوز “الحزب” وحلفائه بالاكثرية النيابية وكذلك الإتيان بشخصية حليفة له لرئاسة الجمهورية.
من هنا بدأ الاميركيون ضغوطات من نوع آخر على “حزب الله” اختلفت بين فترة واخرى، إذ كانت في البداية تضييق خناق مباشر على “الحزب” وعقوبات على المؤسسات والشخصيات التي اتُهمت في مرحلة ما بتمويله ومحاولة تجفيف هذه المصادر سواء في إيران أو غيرها. لكن المرحلة الثانية تركزت حول الهجوم على بيئة “حزب الله” وضغوطات على المجتمع اللبناني ككُل.
الهدف الاساسي من الحصار الذي مارسته الولايات المتحدة الاميركية
ينقسم الى قسمين، الاول هو السعي لفضّ الحالات الشعبية من حول “
حزب الله” سواء بالمكونات السنّية والمسيحية والدرزية او بالمكون الشيعي.
اما القسم الثاني فيتمثل بإضعاف “الحزب” وإخراجه من المؤسسات الدستورية التي
دخلها بقوة منذ العام 2016 مع وصول رئيس الجمهورية السابق ميشال عون الى سدّة الحكم، ولاحقاً في الحكومة اللبنانية ومجلس النواب.
مما لا شك فيه أن هذه الاهداف كانت ستترافق حتماً، في حال تحقيقها،
مع تراجع “حزب الله” ونفوذه في ساحات المنطقة، لذلك كان لا بدّ من كباش مباشر بعد تراجع بعض الاحزاب الحليفة للولايات المتحدة الاميركية وفشلها في إضعاف “الحزب” ومواجهته داخل الساحة اللبنانية. لذلك فإنّه لدى الحديث عن تسوية ما، وجب التوقف عند ما يمكن للاميركيين الحصول عليه وما هي “الفيتويات”التي يضعها هؤلاء في أي تسوية مقبلة.
من الواضح أن “حزب الله” استطاع بشكل او بآخر تعطيل جزء من الاهداف الاميركية،
إذ لا يزال أمامه دور اقليمي كبير لم يتراجع عنه أو يفرّط به. لكن ضعف حلفاء “الحزب”
في الانتخابات النيابية الاخيرة وواقعهم الشعبي المأزوم مكّن الاميركيين من خرق
الساحة اللبنانية عبر هدف ما في مرمى “الحزب”، لذلك فإنهم يرغبون اليوم بتراجع دوره تماماً على المستوى المحلّي.
ترى مصادر سياسية شديدة الاطلاع أن احد “الفيتويات”الاميركية سيكون بوجه ما تعتبره واشنطن اخضاعاً لـ”حزب الله” للمؤسسات اللبنانية ومنعه من إيصال شخصية حليفة له الى رئاسة الجمهورية، وعدم تمكينه لاحقاً من السيطرة على البرلمان اللبناني، بالاضافة الى توحيد خصوم الحزب ومنحهم دفعاً سياسياً ومعنوياً كبيراً وحصة وازنة في التسوية او بعد التسوية المقبلة.
يراقب الاميركيون اليوم تطورات الازمات في لبنان، خصوصاً الاقتصادية
والمالية والنقدية وكيفية تأثيرها على “حزب الله” وبيئته قبل الوصول الى
لحظة التسوية الاقليمية التي ستطال بشكل أو بآخر الساحة اللبنانية وحينها
ستتشكل، وبحسب التطورات والضغوطات ونتائجها، الخطوط العريضة لشكل التسوية.
للمزيد من الاخبار الرجاء الضغط هنا