ما العبرة في قول نصرالله “المقاومة لا تحتاج الى غطاء من أحد”؟
يذهب الكثيرون بعيداً جداً في نظرتهم الى العلاقة التي تجمع “حزب الله” بـ”التيار الوطني الحرّ”،
ويعتقد البعض ان بين الطرفين علاقة تدخل في صلب التفاصيل اليومية
فتناقش الملفات الحياتية، المعيشية، السياسية والاقتصادية على اختلافها وتعددها.
وفي المقابل، يظن جزء من اللبنانيين ان العلاقة بين “الحزب” و”التيار” لا يمكن
ان تقوم الا على مصلحة مشتركة، تتمثل في تقديم كل واحد منهما للآخر مجموعة من الخدمات السياسية،
وهذا ما يمكن اعتباره أمراً طبيعيا في اي نظام من الانظمة السياسة حول العالم.
واللافت ان الحديث عن هذه العلاقة، اتخذ طابعا تصاعدياً في المرحلة الأخيرة
وتحديداً قبل فترة قصيرة من انتهاء ولاية الرئيس السابق للجمهورية ميشال عون.
“الحزب” و”التيار”
فعهد الرئيس عون وعلى الرغم من انه نتج عن شبه توافق
وطني خلط صوت “القوات اللبنانية” مع صوت “حزب الله”،
ما زال يعتبره البعض شراكةً بين “الحزب” و”التيار”، وما زال يرى البعض في أشهره الأخيرة،
مقدمة لبداية طرح علامات الاستفهام حول التفاهم الثنائي
الذي جمع يوماً الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله بالرئيس عون.
العلاقة بين “الحزب” و”التيار”
وبالفعل، يشكّل الحديث عن “تفاهم مار مخائيل” مادة سياسية اساسية
تطرح في الحياة السياسية اللبنانية، اذ ان علامات الاستفهام حوله لم تأتِ
من رئيس “التيار الوطني الحرّ” جبران باسيل فحسب، بل أتت أيضاً
على لسان السيد نصرالله الذي قال في الأمس بشكل علني وصريح
ان “(الحزب) حاضر لمعالجة الخلل الذي يشوب العلاقة مع (التيار)”.
“الحزب” و”التيار”
لكن وعلى الرغم من طرح الأمين العام لـ”حزب الله” موضوع العلاقة مع “التيار الوطني الحر” بأسلوب ايجابي
الى حدّ كبير ولبق بما يتماشى مع اخلاقياته واخلاقيات “حزب الله” في التعاطي مع الحلفاء،
الا انه لم يتردد في الاعلان ان ” المقاومة ليست بحاجة إلى غطاء من أحد”.
وفي هذا الاطار، أكد مصدر مطلع على العلاقة بين “الحزب” و”التيار” لـ “لبنان 24”
ان “اعلان السيد نصرالله بهذا الشكل الصريح والعلني والذي لا يشوبه اي تردد
ان المقاومة ليست بحاجة لغطاء من اي أحد من الأفرقاء اللبنانيين،
لا يمكن وضعه ابدا في اطار اظهار قومة المقاومة ومتانتها، انما يمكن الاشارة اليه
من باب الرسائل التي يتناقلها كل من (الحزب) وباسيل خلال هذه المرحلة.
فصحيح ان (الحزب) غالبا ما لا يرغب بمخاطبة الحلفاء والأصدقاء عبر الاعلام،
لكنه وفي علاقته مع (التيار) وعلى ما يبدو وصل الى أفق شبه مسدود
والى مرحلة من عدم التواصل المباشر، ما اضطر السيد نصرالله الى ان
يوجه بعض الرسائل بلغته الرصينة والمحترمة والمعروفة من الجميع”.
ويرى المصدر ان ” كلام السيد نصرالله عن عدم حاجة المقاومة الى غطاء،
لم يكن يتيما، انما سبقته حركة لافتة قام بها (الحزب)،
تمثلت في ارساله وفداً برئاسة رئيس المجلس السياسي في (الحزب) السيد إبراهيم أمين السيد،
الى الصرح البطريكي في بكركي حيث تم تقديم التهاني
بعيديّ الميلاد المجيد ورأس السنة للبطريرك مار بشارة بطرس الراعي.
وما بدا لافتا ايضا، هو التلاقي الكبير بين التصريح الذي تلا زيارة بكركي وبين خطاب السيد نصرالله،
فمن بكركي وما تحمل من رمزية وطنية ودينية، بدأ الحديث عن التلاقي والانفتاح والحوار
وهذا ما استكمله وأكد عليه الامين العام لـ(حزب الله) في اطلالة الأمس
التي أتت بمناسبة الذكرى الـ3 لرحيل القائدين العسكريين قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس”.
ويختم المرجع بالاشارة الى ان ” العلاقة بين (الحزب) و(التيار) لا يمكن ان تنتهي بين ليلة وضحاها
ولا يمكن وضع حدّ لها بطريقة سريعة، لكن ما يمكن قوله في اطار علامات
الاستفهام التي ترسم حول هذه العلاقة، هو ان (الحزب) يبدو جديا في مقاربته
لعلاقته بـ(التيار الوطني الحر) كما يبدو ممتعضا من محاولة البعض تقديم نفسه كـ(غطاء) لا يمكن للحزب ان يستغني عنه”.
لمشاهدة المزيد اضغط هنا