لم تعد استدارة رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط عن النائب المرشّح لرئاسة الجمهورية ميشال معوض بعيدة، إنما أقرب من أي وقت مضى. هذا ما تؤكده كلّ اللقاءات التي يجريها البيك مع شخصيات سياسية ورجال أعمال بغية التوصل إلى حلّ للملف الرئاسي.
بدايةً، لا بدّ من التأكيد أن جناط ورئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع، ليسا على الموجة نفسها، والدليل هو ما جاء على لسان جعجع خلال إطلالته الإعلامية على قناة “الجديد” حين صرّح أن الحوار بين جنبلاط و”حزب الله” انقطع عندما طلب الأخير من جنبلاط تبنّي ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، ليتبيّن أن الحوار بين حارة حريك والمختارة لم ينقطع، وما دار في كليمنصو أي في دارة جنبلاط قبل أيام يؤكد ذلك.
جعجع وفي الإطلالة نفسها، أكد أن العلاقة بينه وبين تسير على قاعدة
“كل يوم بيومه”. هذا التصريح يعكس عدم قدرة جعجع على تعطيل محركات
جنبلاط بغية منعه من الإستدارة نحو الطرف الآخر، كما يؤكد أن أي تسوية قادمة
لن تكون من دون رئيس الإشتراكي، ولو كانت لصالح فرنجية.
ثلاثة أسماء “رئاسية” طرحها جنبلاط على الحزب، مرشّحه ميشال معوض ليس منها،
لكنها بالمقابل ضمّت جهاد أزعور، رغم علم جنبلاط أن أزعور مرفوض كلياً من الحزب.
فلماذا طرح البيك أزعور واستبعد مرشّحه معوض؟ علماً أن الرجلين مرفوضان من قبل حارة حريك.
سلّة جنبلاط التي قدمها للحزب ضمت أيضاً قائد الجيش العماد جوزف عون
، هذا الأسم لا بدّ من طرحه من قبل جنبلاط خوفاً من أي قرار دولي – إقليمي
يأتي بقائد الجيش رئيساً، خصوصاً أن هناك معلومات تتحدث عن شبه توافق
دولي على أسم جوزف عون الذي لا فيتو عليه من قبل الحزب.
آخر الأسماء التي وضعها بين يدي الحزب، كانت النائب السابق صلاح حنين نجل الراحل إدوار حنين. وهنا لا بدّ من الكشف عن واقعة حصلت في إحدى اللقاءات التي جمعت جنبلاط مع أحدٍ رجال الأعمال الذي يعملون لصالح فرنجية. في هذا اللقاء قال لرجل الأعمال الذي يلعب دور الوسيط بين المختارة وبنشعي: “في حال وصل فرنجية إلى الرئاسة فليتذكر صلاح حنين بشي وزارة”.
في الخلاصة، لا يمكن لأحد التنبؤ بما سيقوم به رئاسياً ولا يمكن
توقع هوية الرئيس الذي سينال أصوات كتلة “اللقاء الديمقراطي”. وبعد كلّ ما ذكر سابقاً يبدو أن علينا الإلتزام بما قاله جعجع عن البيك، “كل يوم بيومه”.
لمشاهدة المزيد اضغط هنا