لم تعد التغذية السليمة مجرد اختيار صحي، بل أصبحت ضرورة لمواجهة التحديات الفريدة التي يفرضها العصر الرقمي، وضمان صحة نفسية وجسدية وعقلية جيدة في عالم مليء بالتغيرات السريعة والضغوط المستمرة.
كيف تؤثر الأطعمة والمشروبات على مستوى التركيز والطاقة خلال العمل من المنزل أو الاستخدام المكثف للتكنولوجيا؟
تتحدث اختصاصية التغذية داليا حرب عن أهمية التغذية السليمة وسط الانشغالات والتحديات التي بفرضها عصر التكنولوجيا في الحفاظ على نمط صحي في ظل الوتيرة المتسارعة للحياة. ولكن تلعب بعض الأطعمة والمشروبات دوراً في زيادة التركيز وتعزيز الطاقة وتحسين الأداء.
لنبدأ أولاً بالأطعمة الغنية بالكربوهيدرات المعقدة: كالحبوب الكاملة، الشوفان، البطاطا الحلوة.
تحتوي الكربوهيدرات المعقدة على نسبة عالية من الألياف التي تساعد في استقرار مستويات السكر في الدم، مما يعزز طاقة طويلة الأمد ويحسن الأداء العقلي.
وقد أثبتت الدراسات العلمية أن تناول الكربوهيدرات المعقدة يرتبط بتحسين الذاكرة والأداء العقلي، خصوصاً عند العمل لفترات طويلة.
– الأطعمة الغنية بالبروتينات: كالبيض، المكسرات النيئة، اللحوم والدواجن والاسماك، البقوليات، الحليب ومشتقاته.
أظهرت الأبحاث والدراسات العلمية أن تناول البروتينات يساعد في الحفاظ على مستويات الطاقة مستقرة على مدار اليوم. إذ يعزز البروتين إفراز هرمون الدوبامين، الذي يساهم في تحسين التركيز. كما توصلت الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يستهلكون وجبات غنية بالبروتينات يشعرون بالشبع لفترة أطول ويقل لديهم الميل للوجبات الخفيفة غير الصحية.
– الأطعمة الغنية بأحماض الأوميغا-3: كالسمك الدهني (مثل السلمون)، المكسرات النيئة، بذور الكتان والأفوكادو. تلعب أحماض الأوميغا-3 دوراً مهماً في صحة الدماغ، وقد أظهرت الدراسات أن هذه الأحماض الدهنية يمكن أن تحسن الذاكرة والتركيز ويقلل مخاطر الإصابة بالاكتئاب.
كذلك أشارت الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يستهلكون كميات كافية من الأوميغا-3 لديهم وظائف إدراكية أفضل واستجابات ذهنية أسرع.
– الخضروات والفواكه: التوت، الفراولة، البرتقال، السبانخ، الجزر، الخضار الورقية… تحتوي الخضراوات والفواكه على مضادات الأكسدة والفيتامينات مثل E وc التي تدعم صحة الدماغ وتساعد في تقليل التعب الذهني.
كما تشدد الدراسات على أن مضادات الأكسدة تساعد في حماية خلايا الدماغ من التأكسد والالتهاب، مما يعزز الأداء المعرفي.
– تناول المياه والمشروبات: الماء، الشاي الأخضر، الزنجبيل… يؤدي الجفاف إلى التعب وانخفاض القدرة على التركيز ويؤثر بشكل كبير على الانتباه والذاكرة قصيرة المدى.
وعليه، تنصح حرب للحفاظ على ترطيب الجسم شرب كمية كافية من شرب الماء لتحسين الأداء العقلي، مقابل الاتبعاد عن السكريات المكررة والكافيين الزائد كالحلويات، المشروبات الغازية، القهوة، الشاي، المتة، النسكافيه..
من المهم أن نعرف أن السكريات المكررة من شأنها أن تؤدي إلى تقلبات حادة في مستويات السكر في الدم، مما يسبب انخفاضاً مفاجئاً في الطاقة والشعور بالتعب. أما الكافيين، برغم من أنه يزيد التركيز ، فإن استهلاكه بكميات كبيرة قد يؤدي إلى اضطرابات النوم، وبالتالي التأثير على التركيز.
لكن ما أهمية الوجبات المنتظمة؟ تنطلق حرب من الدراسات العديدة التي أظهرت أن تناول وجبات صغيرة ومتكررة يساهم في استقرار مستويات السكر في الدم ويقلل من الشعور بالجوع. كما و تساعد في الحفاظ على مستويات الطاقة والتركيز طوال اليوم. وتبقى النصيحة تخطيط وجبات مسبقاً لضمان توازنها وتوفير العناصر الغذائية الضرورية، وتوفر وجبات خفيفة صحية مثل المكسرات والفواكه لتجنب تناول الأطعمة غير الصحية.
كيف تساعد اليوغا والرياضة في تقليل القلق؟
هل فكرت يوماً بدور اليوغا والتأمل والرياضة في تعزيز الصحة الجسدية والنفسية، خاصة في العصر الرقمي؟
تعمل اليوغا وفق ما أثبتت الدراسات تعمل على تعزيز التوازن بين الجسم والعقل من خلال تمارين التنفس والحركات التي تزيد من المرونة وتقوية العضلات. كما تساعد في تخفيف التوتر والإجهاد، وتعزز الشعور بالراحة والصفاء الذهني.
ويعتبر التأمل أداة قوية لتهدئة العقل وتحقيق الاسترخاء العميق. إذ يقلل مستويات القلق والاكتئاب وتحسين الصحة العقلية بشكل عام.
واخيراً ممارسة الرياضة بانتظام تساهم في زيادة إفراز هرمونات السعادة مثل الإندورفين، مما يقلل من مستويات التوتر ويعزز الشعور بالسعادة والراحة النفسية. بالإضافة إلى ذلك، تساعد الرياضة في تحسين جودة النوم، وهو عنصر أساسي للحفاظ على مستويات الطاقة والتركيز. بالتالي، تعد هذه الممارسات الثلاث أدوات فعالة لتعزيز الصحة العقلية في العصر الرقمي، وتساهم في مواجهة الضغوط والتحديات التي تفرضها الحياة المعاصرة.
ولا تنسى أن الغذاء المتوازن مع الرياضة هم الأساس للأداء العقلي والجسدي الأمثل في حياتنا الرقمية الحديثة.