“فيتو” سعودي على سليمان فرنجية

“فيتو” سعودي على سليمان فرنجية

إنتهى إجتماع باريس “الخماسي” إلى لا شيء نظرياً. ما جرى، بحسب التسريبات القليلة، لم يتجاوز النقاش في بعض التفاصيل بالعموميات، وإعادة ربط الملفات في ما بينها من دون الدخول في عمق المسألة الأهم وهي رئاسة الجمهورية.

تؤكد الوقائع، أن الجفاء السعودي ظهر بشكل واضح من خلال علامات عدة، من بينها تعمد المندوب السعودي ووكيل ملفها في لبنان نزار العلولا الوصول متأخراً حوالي 3 ساعات عن موعد الاجتماع الرسمي. في المقابل، لم تكن فرنسا الدافعة لانتاج رئيس أقل سلبية حين تركت الناطقة بإسم الخارجية الفرنسية موضوع الدعوة إلى إجتماع جديد مبهماً، معلنة أنه إذا ما كان هناك إجتماعات أخرى سيجري الاعلان عنها في وقتها، والباقي اصبح معلوماً من قبل الجميع.

الاجواء الباردة في العاصمة الفرنسية لفحت الداخل اللبناني بشيء من البرودة، وزادت من الامور حدة، ما يدفع إلى مزيد من تأجيل الدعوة إلى جلسات إنتخاب رئاسية “فلكورية” وإستبدالها بإعادة تنشيط الحلقة التشرعية تحت مسمى تشريع الضرورة، الذي يجد لنفسه مبرراً تماماً كما أوجد المبرّر نفسه لالتئام مجلس الوزراء ولو تحت صيغة تصريف الأعمال.

غير أن ذلك كله، لم يحل دون حصول جولات سياسية بعيداً عن الاضواء لرصد ما يحل في الخارج، سيما لدى عين التينة الساعية إلى إيجاد متنفس رئاسي يفيد في إعادة تفعيل “الجلسات الرئاسية” كي لا تفتح الباب أمام إتهامها بالتعطيل، ولعلمها أن تقطيع الوقت في “التشريع” لن يدوم طويلاً.

وعُلم أن عين التينة أوفدت، بعد إنتهاء لقاء “باريس”، المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب

نبيه بري النائب علي حسن خليل إلى السفير السعودي في بيروت وليد البخاري لاستطلاع

ما ورده من أجواء، وقد دام إجتماعهما زهاء الساعتين بحثا خلاله شؤوناً مشتركة لا سيما منها موضوع الملف الرئاسي.

وقيل إن خليل الذي دخل اللقاء معتقداً أن الرياض لا تضع أي فيتو على

مرشح حركة أمل وحزب الله رئيس تيار “المردة” الوزير السابق سليمان فرنجية

خرج بعدما ثبت لديه العكس. هذه الاجواء التي نُقلت إلى أفرقاء آخرين مقربين

من الثنائي الشيعي، زادت الأمور تعقيدًا وزادت من الاعتقاد بأن الشغور الرئاسي “طويل”،

وأن إحتمالات وصول فرنجية في ضوء ما يجري “صعبة” إن لم تكن منعدمة.

يقابل هذه الاجواء، أخرى تتحدث عن أن التصلب السعودي الذي بدأ يتضح

مؤخراً تجاه موضوع ترشيح سليمان فرنجية، قد يكون قد أتى ردًا على أجواء مقابلة،

أوروبية – أميركية، تدفع بإتجاه إمرار أو عقد تسوية داخلية – خارجية يحتمل أن تنقل

فرنجية إلى قصر بعبدا، وقد يجد السعودي نفسه خاسراً فيها، طالما أنه لا يرى أن في

إستطاعته حالياً تقريش أي تقدم لبناني على مستوى الملف اليمني، طالما أن الجانب

الإيراني وضع الملف بكامله في عهدة رئيس حركة أنصار الله عبد الملك الحوثي،

وترك الملف اللبناني تحت إدارة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.

المصدر: ليبانون ديبايت

لمزيد من المعلومات اضغط هنا

Exit mobile version