إنقلبت الأدوار… ما المعطيات التي دفعت بالرئيس برّي لترشيح فرنجية؟

إنقلبت الأدوار… ما المعطيات التي دفعت بالرئيس برّي لترشيح فرنجية؟

انعكست الأدوار في المشهد السياسي، فبعد أن كان الفريق”السيادي” ينتقد فريق 8 آذار تعطيله نصاب جلسات انتخاب رئيس الجمهورية بات هو اليوم يهدّد بتطيير النصاب، بعد أن قلَب رئيس مجلس النواب نبيه برّي الطاولة وأعلن تبنيه ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.

لكن هل الرئيس برّي هدف إلى مناورة أو أنه أطلق الصفارة لمرحلة جديدة من المباراة الرئاسية؟

وماذا يملك من معطيات دفعته لهذا الإعلان؟

لا يعتبر المحلل والكاتب السياسي ابراهيم بيرم في حديث إلى “ليبانون ديبايت”،

أن “ما أعلنه الرئيس برّي لجهة ترشيحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية منارة،

وإن كان البعض يضعها في خانة المناورة لإغلاق الطريق على فرنجية وقائد الجيش معاً

إطلاقاً من انه قام بواجبه تجاهه ويجب البدء بالبحث عن شخصية أخرى، وقد ترون لوجهة النظر هذه حيثيتها”.

لكنه يلفت إلى أن “من يعرف الرئيس برّي وتصميمه على ترشيح فرنجية يتيّقن

أن القصة جدية حتى الآن، وهو جاد في أدائه وممارسته ووفق ما يبلغ محيطه

بأنه جاء في موضوع الترشيح ومصمّم على فرنجية

بناء على الكثير من الحسابات والاعتبارات الموجودة لديه”.

وهل هذه الجدية تعني أن فرنجية مرشح برّي الأوحد؟ يجيب بيرم: “حتى الآن،

خصوصاً بعد الحراك الاخير الذي بدأه مع المقابلة الصحفية الاخيرة والتي أعلن فيها ترشيح فرنجية،

وهو يعلن هنا أن مرحلة الأربعة أشهر السابقة انتهت وانطلق بمرحلة جديدة في التعاطي

مع الاستحقاق الرئاسي، أما إلى أين تصل فلا أحد يعلم لكن الأجواء توحي بتصميم لديه على ترشيح فرنجية”.

وهل هذا التصميم سيدفعه إلى تحديد جلسة انتخابية؟

يشير بيرم إلى “ما ينشره الرئيس برّي عن أنه لن يدعو إلى جلسة إلّا إذا كان متيقناً

من أنه جرى التفاهم بين كل الأطراف على مرشح ليسقط اسمه في صندوق الإقتراع ،

لذلك من المستبعد الدعوة إلى جلسة انتخابية قريبة”.

برّي

أما ما هو موقف حزب الله لا سيما عن الحديث عن لقاء جمع مسؤول وحدة الارتباط والتواصل

في الحزب وفيق صفا مع قائد الجيش؟ يوضح أن “اللقاء فُسِر على أنه ليس بالأمر الجديد

من جهة حزب الله ضمن التواصل المستمر فهم لم يقطعوا سلطتهم بالقائد أبداً ،

بصفته قائداً للجيش، أما أن يكون حزب الله غيّر وقرر سحب ترشيح فرنجية لأي شخص آخر فهو أمر مستبعد،

لن المرشح الوحيد والنهائي للحزب هو سليمان فرنجية، كما لحلفائهم في السياسية”.

ويكشف عن “كلام سمعه من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي،

حيث قال أن “الثنائي وحلفائه لديهم 55 نائباً لا يمكن ان يتغيروا لا بالترغيب أو الترهيب،

وإذا كان لدى الآخرين نواباً أكثر لكنهم يشكلون 5 فرق وليس فريقاً واحداً ،

لذلك عنصر القوة عند الثنائي أكبر لأن الـ55 نائب لا يتغيرون،

والمفاوضات مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي مستمرة والأمور غير محسومة لدى هؤلاء،

كما أن الامور مع رئيس التيار الوطني الحر ليست بأفق مسدود، ويبدو أن الثنائي بنى حساباته على هذه المعطيات”.

إلّا أنه يتطرق إلى “مسألة تأمين النصاب وهي المشكلة الأبرز بالنسبة لهم،

وهي تحتاج بالنهاية إلى موافقة السعودية أو إشارة من أميركا

او شيء خارجي يساعد على تأمين النصاب الـ86″.

ويذكّر بأن “الرئيس برّي قال في لقائه إلى إحدى الصحف أنه أصبح لديه مرشحه

فليأتي الآخرون بمرشحهم وننزل جميعاً إلى المجلس النيابي وننتخب،

وهو ما يعتبر عملية انتقال بالتعاطي مع ملف الانتخابات بالنسبة له”.

ويرى أن “ما يحصل اليوم أن من كان يرشح النائب ميشال معوض كان يتتهم فريق 8 آذار بالتعطيل،

ولكن الآن انقلبت الأدوار وبات الفريق الأول هو من يهدد بالتعطيل”.

ومن خلال قراءته السياسية يستنتج أنه “من الحراك الآخير والذي يختلف عن الاشهر الاربعة

الماضية إن من جهة الرئيس برّي أو رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أو الفريق الآخر،

بأن هناك معطى جديد متسائلاً: هل يخاف فريق القوات اللبنانية والآخرون من شيء ما ويملكون معطيات تدفعهم لرفع السقف؟

أو هل يملك بري وحزب الله وحلفاؤهم يملكون معطيات تدفع بالرئيس بري لرفع الصوت؟”

نبيه برّي

ويوحي بأن “ثمة معطيات جديدة وراء كل هذا، أما إلى اين تصل فلا نستطيع الجزم،

لا سيما في ظل استمرار جنبلاط “بضربة عا الحافر وضربة عا النافر”،

فهو وإن لم يعد ذاك الجنبلاط المصمم على مبادرته الثلاثية أو المتشدد بدعمه لميشال معوض،

لكنه من خلال البيان المؤيد لبرّي لم يحسم فيه موقفه بإتجاه فرنجية، فهو في مرحلة “اللايقين”،

وبالتالي لا يمكن أن “يملوا ايديهم منه” أنه أصبح في هذا الموقع أو ذاك”.

نبيه برّي

ويخلص بيرم من هذه الصورة، أن “أحداً من الأطراف يملك اليقين بأي اتجاه ستذهب الأمور،

لكن بالتأكيد أن الحراك الجديد مبني على معطى ما، ما هو؟ يبدو أن السياسين حتى لا يملكون الاجابة الشافية عليه”.

ووفق معطيات يملكها بيرم من مصدر في التيار الوطني الحر،

فإن “النائب جبران باسيل بصدد إعلان شيء جديد في اليومين المقبلين

ولن يبقى على ما هو عليه حالياً، فإما أن يعزز علاقاته بالثنائي أو يذهب بإتجاهات أخرى”.

ويلفت بيرم، في هذا الموضوع إلى الغزل الذي ساقة الرئيس برّي لنائب باسيل أو على الأقل فتح له الباب،

خصوصاً عندما لمّح إلى أنه من الممكن أن “نعود للتفاهم مع باسيل فهو بذلم لم يعد حاداً بإتجاهه بل أعطى ضوءاً ،

بمعنى أنه يغريه أو يحاول معه على الأقل، لا سيما أن الجبهة هائة نسبياً

على محوري حزب الله – التيار وبرّي –باسيل، وما زالت الأمور تدور في دائر “الشد” و”الرخي”.

ليبانون ديبايت

لمشاهدة المزيد اضغط هنا

Exit mobile version