عقارب الساعة… تتحرك باتجاه الخربطة؟
عشية الخلوة النيابية المسيحية التي دعت إليها بكركي، ومع بدء الإستعدادات لاجتماعٍ وشيك للدول الخمس، إنتقل المشهد الداخلي وبسرعة من الجمود والإنسداد في الإستحقاق الرئاسي، إلى التصعيد والإنقسام الحاد في المواقف السياسية كما في الشارع، والذي يبدو أنه على موعدٍ مع حراكٍ من طبيعة مختلفة عن كل ما شهده في السابق، وذلك في ما يشبه الإنحدار المتدرج نحو لحظة احتدام، قد تمهّد ربما للتسوية الرئاسية التي لم تنضج بعد على المستويين الداخلي كما الخارجي.
وبانتظار حلول ساعة الصفر لهذه التسوية، فإن أوساطاً سياسية مطلعة، تقرّ بأن أي تأخير في العمل على صيغة سياسية تؤمن انتخاب الرئيس العتيد، وإعادة تكوين السلطة، سيدفع بالمعادلة الداخلية حكماً نحو التشتت والإنفلات، الذي قد يؤدي إلى انفجارات إجتماعية وطائفية ومذهبية، علماً أن المنحى الذي سلكه السجال حول “عقارب الساعة” التي يريد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، تثبيتها خارج التوقيت العالمي، قد يكون المدخل إلى مرحلة “الخربطة” المشبوهة التي تنتظر الساحة الداخلية.
وتتحدث الأوساط السياسية المطلعة ل”ليبانون ديبايت”، عن أن مؤشرات التوافق أو التسوية،
معدومة اليوم، وربما الصلاة التي دعا إليها البطريرك بشارة الراعي، النواب المسيحيين، هي حاجة وطنية،
نظراً لكون الإستحقاق الرئاسي، قد وصل إلى تكريس معادلة التوازن في نقاط الضعف لدى الفريقين
الأساسيين على الساحة الداخلية، إذ أن الطرفين عاجزان عن انتخاب مرشّحهما رئيساً للجمهورية.
لكن طريق الحل ليست مقفلة، كما تكشف هذه الأوساط، لكنها قد تكون طويلة،
وهي تبدأ أولاً من خلال حوارٍ داخل صفوف المعارضة، وهو قد انطلق، من أجل الإتفاق
على تصوّرٍ واحد، ستضعه على الطاولة من أجل التحاور مع الفريق الآخر أو “الخصوم” ثانياً،
وبهدف الوصول إلى صيغة رئاسية ثالثاً، ولكن برعاية طرفٍ خارجي أو طرفٍ داخلي.
وعن الراعي الخارجي أو الداخلي، ترى الأوساط أنه قد تكون العواصم الخمس
المعنية بالملف اللبناني، أو قد تكون مبادرة بكركي بعدما كانت قبلها مبادرة رئيس
الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، ولكنها ترفض ان تحدد أية احتمالات ممكنة لأي رعاية في إنتاج الحلّ أو تحديد موعده.
لمزيد من المعلومات اضغط هنا
الخلوة النيابية المسيحية