أزمة “التوقيت” مُفتعلة.. وهذه أهدافُ أطرافها
على توقيتٍ طائفيّ بحت وبرياح شتائيّة – صيفيّة، قرّرت أحزابٌ سياسية العزف
على وتر الإنقسام، وذلك من أجل ساعة جعلوا منها كلّ القضية،
متناسين إنهيار البلد وكل خطوات الإصلاحات الضروريّة.
حقاً، ما شهدته الساعات الماضية من حملات الأخذ والرد بشأن مسألة التوقيت الصيفي
كشف أنّ بعض الأطراف السياسية تلتهي حقاً بـ”القشور”..
فأين هي من إنتخاب رئيسٍ للجمهوريّة؟ أين هي من دورها في صلب العملية التشريعيّة؟
أين هي من دعمها لضرورة إنهاء حالة الشغور الرئاسيّة؟
المُشكلة الأكبر هي أنَّ الأطراف التي شنّت حملتها بشأن مسألة “تقديم السّاعة”،
أعادت عقارب الوقت إلى الوراء من خلال إفتعالها أزماتٍ طائفية بحتة،
كما أنّ ما فعلته أيضاً ساهمَ في إثارة نعراتٍ مذهبية تزيدُ من توتر الأوضاع.
فتوقيت الموضوع في عز الأزمات المتراكمة لا يُبشر بإمكانية وصول لبنان إلى برّ الأمان عبر السبل التي تمكنه من ذلك.
وفي الحقيقة، فإنّ مسألة “التوقيت” أعطت بعض الأحزاب ذريعة للإنقضاض
على الحكومة لتغطية فشلها وعجزها عن إنتخاب رئيسٍ للجمهورية والسير بالإصلاحات
التي يتطلبها الإتفاق مع صندوق النقد الدوليّ..
فبدل من أن ينصرف هؤلاء لدراسة القوانين المطلوبة وإقرارها،
إنصرفوا لإشعال فتيل التوتر بين اللبنانيين..
بدل من أن ينصرفوا لدعم مسار الإصلاحات التي تطلبها الدول المانحة،
باتوا في مكانٍ آخر لتجييش حاشيتهم وإكتساب بعض النقاط السياسية عبر شعبويات فارغة..
بالأمس، كانت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف واضحةً في تحذيرها
حينما قالت إنّ الوقت في لبنان بات ضيقاً، وأن الوضع في لبنان سيء للغاية ويجب إتمام الإصلاحات..
وقبل ليف، كان صندوق النقد الدولي حازماً في تحذيره من خطورة الوضع وجازماً في تشديده
على أهمية إقرار القوانين الضرورية لإنجاز الإتفاق معه..
مع كل ذلك، الدولار مع مرحلة جديدة من التحليق عالياً،
فيما الأوضاعُ تزداد سوءاً.. كلّ ذلك لم تفقه له بعض الأطراف،
بل إنصرفت لشنّ هجومٍ على مسألة التوقيت المرتبطة بإجراءٍ إداري بحت. بكل بساطة،
لقد وقعَ هؤلاء في فخّ كبير، وتبيّن أن إدعاءاتهم باطلة،
وأنّ العيش المُشترك الذي ينادون به في كل خطاب وآخر يتسم بالتزييف والأكاذيب..
التوقيت الصيفي
لو كانوا حقاً يريدون إنقاذ لبنان، لما بادروا إلى إفتعال نقاشٍ طائفي عبر “ذباب إلكتروني”
لم يحرك ساكناً من أجل الإنهيار المتفاقم.. لو كانوا فعلاً يريدون خلاص لبنان،
لكانوا بادروا فوراً لإنتخاب رئيس، وإنجاز ما يلزم من أجل إتمام الإتفاق مع صندوق النقد الدوليّ
وبالتالي سلوك طريق الحل خارج أزمتنا الراهنة.. لكن على ما يبدو،
فإنهم يستفيدون مما نعيشه من تخبّط وضياع، ويكسبون عبر الطائفية شعبيّة مزيفة .
حقاً، من يؤخر الحلول ويستنزف مقدرات البلاد والعباد، هو المسؤول عن إستمرار الأزمة بكل تفاصيلها..
نعم، بكل تفاصيلها.. ولهذا، ومن المنطلق الوطني،
سيكون النداء الأخير لهؤلاء: عودوا إلى رُشدكم،
فالطائفية لا تنفعكم.. تذكروا أنّ اللبنانيين بحاجة إلى الحلول الإقتصادية والمالية..
تذكروا أنّ الأوضاع تتدهور، وأنّ دوركم يكمن في مجلس النواب،
حيث المسؤولية الوطنية تنتظركم اليوم قبل الغدـ، وبالتوقيتين الشتوي والصيفي…
لمشاهدة المزيد اضغط هنا
توقيتٍ طائفيّ