لبنان “قاب قوسين” من تسوية خارجية… ماذا في التفاصيل؟
مع إنسداد الأفق أمام حلول داخلية تذهب بإتجاه إنتخاب رئيس للجمهورية وإعادة إنتاج سلطة جديدة تتمكّن من القيام بمهام الإنقاذ الإقتصادي، يبدو أن لا حل سوى بتدخل خارجي.
فهل بتنا اليوم، مع الحديث المتعاظم عن مؤتمر جديد سيعقد في القاهرة، على أبواب تسوية يمهّد لها الإتفاق
السعودي الإيراني؟ وهل يؤسس لعقد إجتماعي جديد؟
لبنان
يذكر الكاتب والمحلل السياسي سركيس بو زيد في حديث إلى “ليبانون ديبايت” أن الحديث عن المؤتمر بدأ مع الدخول المصري على خط الأزمة في لبنان، يهدف إلى وضع إطار للحل، ولكن تم تفعيله أخيراً بعد اللقاء الخماسي في باريس، ليأخذ طابعاً دولياً يقرب بين وجهات النظر.
ويرى أن الجديد الذي يمكن أن يضاف إلى هذا المؤتمر إحتمال مشاركة إيران فيه لضبط حل يمكن السير به بدون أيّة
عراقيل محتملة، وبلا شك فإن الاتفاق السعودي الإيراني سيسهل هذه المشاركة وبالتالي التوافق داخل المؤتمر على
الأطر العامة للحل.
ويوضح أن مهام هذا المؤتمر وضع نظام سياسي جديد من خلال تعديل أو تفسير بعض بنود اتفاق الطائف إضافة إلى
تطبيق بنود نائمة منذ إبرام هذا اللإتفاق نهاية التسعينات.
أما مواقيت هذا المؤتمر فمرهونة بمدى التقدّم في الإتفاق السعودي الإيراني, فتفاصيل هذا الإتفاق لا تزال مجهولة،
وهل سيعتمد فيه مبدأ المقايضة بين ملفات المنطقة والملف اللبناني بين الدولتين؟
ويرى أن الإستحقاق الرئاسي لن تحسم نتائجه إلا بعد تبلور هذا الاتفاق الذي سيترجم في مؤتمر القاهرة على الأرجح
ولكن لمن ستكون الكفة الراحجة لقائد الجيش أو سليمان فرنجية أو غيرها، فهذا كما تشير الأجواء ينتظر مؤشرات الإتفاق.
أما عن استمرار دعم السعودية لبعض الأطراف في لبنان فيلفت أنها لن تخاطر بخسارتهم اليوم قبل تبلور نتائج الإتفاق.
وينبّه إلى أن هناك سعودية جديدة اليوم تحدّ من السلطة الدينية فيها وتفتح الباب واسعاً على الإقتصاد واستقطاب
السواح مما يدفعها بإتجاه البحث عن الإستقرار لإنجاح مخططاتها هذه.
ويعتبر أن شيئاً جديداً يحدث على مستوى الدول العربية الخليجية سينعكس ايجاباً على المنطقة.
وما الإنفتاح على سوريا الأمن خلال هذه الرؤية التي باتت تعتمدها السعودية الجديدة سنلمس نتائجها قريباً، وبالطبع
سيكون لها انعكاساتها على لبنان، مثل رعاية جيدة تقارب الوصاية بعد ان أثبت اللبنانيون أنهم غير قادرين على إدارة
شؤونهم وتجلى ذلك بوضوح في الاونة الاخيرة.
أما الدور الأميركي فلن يتم تغييبه عن الحل اللبناني وستكون له حصته من خلال المشاركة الروسية لأن البلدين يتوافقان
على إحتواء الأزمات في المنطقة، لأن الحروب أثبتت بالتجربة بأنها تنهك الدول كما يحصل في الحرب الروسية الاوكرانية.
رئيس
لمشاهدة المزيد اضغط هنا