“المشهد الرئاسي عاد إلى نقطة الصفر… لبنان لم يعد يحتل الأولوية!”
لم يعد اللبنانيون ينظرون إلى الحدث الأبرز في منطقة الشرق الأوسط، وهو عودة العلاقات الديبلوماسية بين المملكة
العربية السعودية وإيران، على أنه الإشارة الإقليمية العملية لانطلاق قطار الحل الرئاسي في لبنان، بعدما بدأت تظهر
ملامح مؤكدة على تراجع الإهتمام الدولي والعربي بهذا الحل، بمعزلٍ عن زحمة الزوار والموفدين الديبلوماسيين في
بيروت، والذي باتوا يرددون الخطاب التحذيري نفسه من الإنزلاق نحو “أزمة لا تنتهي”.
لبنان
في السياق، تكشف أوساط ديبلوماسية مطلعة، عن أن المشهد الرئاسي قد عاد إلى نقطة الصفر أو إلى المربع الاول
من حيث التعقيدات، كما أن الملف اللبناني بدأ يتراجع خارجياً رغم أن باب الحل قد فُتح فقط في الوقت الحالي، بفعل الحراك الخارجي.
ولذلك فإن الأوساط الديبلوماسية تقول لـ”ليبانون ديبايت”، إن لبنان لم يعد يحتل الأولوية على مستوى عواصم القرار الغربية والعربية في ضوء عدم نضوج أي مقاربات أو تسويات رئاسية، والتي تُعتبر المدخل إلى الحلّ الشامل. وتؤكد هذه الأوساط، أن ما يُطرح اليوم على طاولة النقاش الديبلوماسي الخارجي، لا يرتقي إلى مستوى التسوية، بل يهدف إلى تعليق الحلول حتى بلورة ملفات إقليمية “ساخنة”.
وبالتالي، فإن الجمود هو عنوان الأسابيع والأشهر المقبلة، وفق الأوساط، التي تستبعد حصول أية اجتماعات تؤدي إلى
تسوية على غرار اتفاق الطائف أو تسوية الدوحة، ذلك أن هذه الإجتماعات تستلزم توافقاً على مستوى رؤساء وقيادات
الدول المعنية بلبنان، وعادةً ما تأتي بعد “حدثٍ كبير” قد يكون أمنياً.
وعن الإجتماع المرتقب في القاهرة لوزراء الخارجية العرب، تشير الأوساط المطلعة، إلى أن أي بحث عربي بالملف
الرئاسي، لن يتحقق قبل ظهور ملامح تسوية في ملف اليمن والتي لن تبدأ بالظهور قبل نهاية شهر رمضان.
وبالتالي، تُضيف الأوساط أن “ملف اليمن هو الذي يحدد مسار الحلول في المنطقة ومن بينها الملف اللبناني، وتأتي
في الإطار نفسه نتائج زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أميرعبد اللهيان إلى السعودية في نهاية رمضان أيضاً والتي
قد تتبعها زيارة للرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي إلى المملكة”.
وعن أسباب المراوحة في المشهد الداخلي، فإن الأوساط، تعيدها إلى كون “المعالجات للأزمة اللبنانية قد انتقلت إلى
الخارج على أكثر من مستوى فرنسي وأميركي وعربي كما على مستوى الكرسي الرسولي في الفاتيكان الذي يواكب واقع
الشغور الرئاسي في لبنان منذ خمسة أشهر، وبالتالي، فإن المسار الوحيد الذي يبدو سالكاً هو التواصل الجاري على
مستوى سفراء الدول الخمس الذين يستعدون للإجتماع قريبا في باريس في موازاة زيارة الموفد القطري المرتقبة إلى
بيروت في الايام المقبلة، وهو مساعد وزير الخارجية القطري لشؤون الشرق الأوسط محمد الخليفي.”
لمشاهدة المزيد اضغط هنا