صواريخ الجنوب “سياسية ” … بيد من أصبح قرار الحرب؟
لم يكن التوجس من اندلاع حرب على الحدود اللبنانية الإسرائيلية مبرراً بعد إطلاق الصواريخ، لكل قارئ في الكتاب السياسي لا سيّما أن توازن الردع يمنع من تدحرج الأمر إلى ما يشبه المعركة، فلم تعد إسرائيل هي من يفرض المعركة بل أصبح الامر منوطاً بالمقاومة على مختلف الجبهات. فما السبب المباشر للصواريخ وهل وصلت الرسالة إلى الإسرائيلي بشكل واضح جعلت من رد فعله محدوداً لا يرقى الى مستوى المعركة؟
وفي هذا الإطار يعتبر عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الإجتماعي ماهر الدنا أن نتنياهو يسعى لتوحيد الجبهة الداخلية من خلال شن حرب على غزة في محاولة منه لسحب المعارضة الإسرائيلية من الشارع وتوحيد الشارع خلفه بناء على الخطر التي تشكله صواريخ المقاومة من غزة على الاراضي المحتلة، ويرى أن هذه الخطوة تعي لها حركات المقاومة بكل المنطقة، وجاء إطلاق الصواريخ من لبنان بهذا الإطار والرسالة بمعنى “إذا أراد نتنياهو توحيد جبهته الداخلية على حساب غزة والفلسطينيين فسيفتح على نفسه الجبهات من كافة الأماكن وهو لا يملك القدرة على الذهاب إلى حرب”.
وكما تبيّن برأي الدنا أن الرسالة التي كانت واضحة وصلت الى نتنياهو الذي ارتدع وأبلغ كافة الوسطاء من الدول أنه يقوم برد فعل محدود ضمن قواعد الإشتباك ولا يريد الذهاب إلى معركة أو حرب.
ويرى الدنا أن رسالة الصواريخ من لبنان كانت واضحة واستطاعت أن تردع العدو من توسعة اطار عدوانه على غزة.
ولا يعتبر الدنا أن القصف لبساتين فارغة هو تصعيد إسرائيلي فهي أرادت القول للداخل أنها ردت، لكن الرد تبعا لسقوط 34 صاروخا والتهديدات التي أطلقها نتنياهو بعد اجتماع الكابينت هو ضعيف ويكاد لا يوضع ضمن اطار الرّد اصلًا.
ويقول عميد الاعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي أن العدو يحاول حفظ ماء الوجه، وأصبحنا في الزمن الذي يتلقى فيه الكيان الاسرائيلي الكف ولا يستطيع رده.
ويجزم الدنا ان الأمور لن تذهب إلى التصعيد من اليوم وصاعداً إلا بقرار من المقاومة وليس بقرار من العدو، فقرار الحرب والسلم في لبنان وفلسطين والجولان أصبح ملك المقاومة وليس ملك العدو، لافتاً الى أن إسرائيل اليوم محاطة بالنار من كل الجهات وهذا الموضوع أثبتن من خلاله حركات المقاومة انها أصبحت متقدمة نوعيا ًوبالقدرات البشرية وصراع الادمغة والصراع التكنولوجي مع العدو وأصبحت تحدث تقدمًا نوعيًا عليه ولذلك لم تجرؤ اسرائيل على شن حرب لا على غزة ولا على لبنان.
ويبدي ماهر الدنا رأيا ً واضحاً في موضوع إطلاق الصواريخ من لبنان، حيث يشير الى أن المقاومة واحدة مهما كان اسم الفصيل الذي اطلق الصواريخ، وليس مطلوباً من اي فصيل مقاوم داخل المخيمات او خارجها أن يكون شرطي لإسرائيل في الجنوب، ولذلك الرد على كل من هاجم المقاومة بأنها تأخذ لبنان إلى مأزق نقول أن إطلاق الصواريخ هو موضوع طبيعي، لكن غير الطبيعي هو أن تشعر اسرائيل بالأمان، وأن تتمكّن من تسيير مشاريعها الاستيطانية والسياسية على حسابنا.
ويشدد الدنا على أنه بمعزل عن هوية من أطلق الصواريخ، فإنه ألزم نتنياهو أن يخسر بالسياسة، فهو لم يستطع أن يذهب إلى توحيد جبهته الداخلية ولا استطاع تبرير عدم رده بشكل صحيح على اطلاق الصواريخ أمام الرأي العام، كما أن لم يستطع الذهاب الى حرب في غزة تنتج له الدماء لتغذية جبهته الداخلية.
المقاومة قالت أمس لنتنياهو عليك أن تخسر بالسياسة، وهو ما سبق لأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله أن قاله في كلمة له “لن نكون ربما بحاجة إلى إطلاق النار” ما جرى أمس يثبت هذا الواقع الجديد.
ولا يغفل الدنا عن توجيه الثناء لدور الجيش اللبناني، لا سيّما بعد نشر صور لجندي لبناني يحمل “الآر بي جي” بوجه جنود الاختلال قبل اسابيع، وهذا معناه أن كل المشاريع التي سارت بها بعض الدول في الماضي لتحويل عقيدة الجيش اللبناني من عقيدة قتالية للعدو إلى جيش يهادن العدو سقطت وفشلت، ومن المؤكّد أن الجيش شريك المقاومة في حماية الأرض وتحرير كل الأجزاء المحتلة.
وعن علاقة الإتفاقات الاقليمية في تدعيم موقف المقاومة، يركز الدنا على نقطين في الموضوع:
أكان اتفاقًا بين الدول الاقليمية أو خلافًا فيما بينها فإن الامر لا يؤثر على عمل المقاومة ولا بالإستعدادت ولا بتقدمها أو بقدراتها.
الإتفاق السعودي الإيراني إيجابي جداً لأنه يحصل خارج إطار الرعاية الاميركية، فالأميركي ممتعض منه ولا يشجّع عليه، لذلك يضعه الدنا ضمن خانة تخفيف الإحتقان الطائفي والتعاون الإقتصادي بين الدول ولا علاقة له بالتأثير على قدرات المقاومة فهي تعمل بوجود اتفاق أم بدونه.
لمشاهدة المزيد اضغط هنا