هكذا تتجنب التوتر والعصبية في شهر رمضان
تزداد مستويات التوتر والعصبية وتعكّر المزاج، لدى العديد من الصائمين خلال شهر رمضان، حيث تعتبر هذه العوارض انعكاساً طبيعياً لعدم حصول الجسم على العديد من العناصر الغذائية، التي اعتاد الحصول عليها في الأيام العادية.
ورغم أن تعكر المزاج والانفعال الزائد خلال شهر رمضان، يعتبر أمراً آنيا، إلا أن العديد من الصائمين، يرتكبون أخطاءً في أسلوب تمضيتهم لشهر رمضان، تعرّضهم لأن يكونوا أكثر انفعالاً من غيرهم.
ويقول الدكتور محمد الدسوقي، استشاري الأمراض العصبية في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن الشعور بالعصبية خلال شهر رمضان، لا يرتبط فقط بعدم حصول الجسم على الماء أو الكافيين أو حتى النيكوتين بالنسبة للمدخنين، بل أيضاً بسبب تبدل أنماط النوم، وذلك مع ضرورة الاستيقاظ لتناول السحور، ومن ثم العودة للنوم من جديد، وهو ما يعرف بالنوم المتقطع، إضافة للآثار السلبية التي تنتج عن النوم غير المنتظم، بسبب العادات والأنشطة الرمضانية، التي تدفع البعض للسهر لوقت طويل، رغم اضطرارهم للاستيقاظ مبكرا في اليوم التالي.
ويضيف الدسوقي، إن النوم الصحي يرتكز على 3 عناصر رئيسية، هي:
- مقدار النوم الذي يحصل عليه الفرد من دون انقطاع
- جودة النوم
- المواعيد الثابتة للنوم
ففي حين أنه من الصعب على الفرد تحقيق العنصر الأول خلال شهر رمضان وهو النوم دون انقطاع، إلا أنه يمكن التخفيف من عواقب ذلك، عبر التركيز على جودة ومواعيد النوم، مشيراً الى أن العديد من الأشخاص الذين يحصلون على نوم متقطع، يواجهون صعوبة في التحكم بردود أفعالهم، حيث تأكد علمياً بأن الحرمان الجزئي من النوم، يؤثر على مراكز الجوع والشبع في الدماغ مما قد يجعل الصيام أكثر صعوبة.
وبحسب الدسوقي فإن على الصائم التقيد بالخلود إلى الفراش، في توقيت محدد كل يوم، على أن لا يكون ذلك في ساعة متأخرة، بل أن يختار توقيتاً يضمن له الحصول على قدر كاف من النوم قبل الاستيقاظ عند السحور، مشيراً إلى أنه بعد السحور يجب العودة للنوم ولو كان ذلك لفترة وجيزة بالنسبة للأشخاص المرتبطين بدوام عمل.
وشدد الدسوقي على الدور المهم الذي تلعبه القيلولة خلال ساعات النهار، في مساعدة الصائم على تعديل مزاجه، لافتاً الى أنه بالنسبة للشق المتعلق بجودة النوم، فإنه يجب على الصائم الابتعاد عن شاشات الأجهزة الإلكترونية عند ذهابه للفراش، نظراً لتأثيرها السلبي على نوعية نومه، إضافة الى حرصه على ضبط حرارة الغرفة وعلى أن يكون فراش النوم مريح.
من جهتها، تقول أخصائية التغذية لنا فياض في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن عوارض الانفعال الزائد لدى بعض الصائمين خلال شهر رمضان تنتهي مع انتهاء الصيام، إلا أن وتيرتها قد تشتد خلال الأيام الأخيرة من الشهر، مع شعور الصائم بأن طاقته بدأت تنفذ، ولذلك فإنه يُنصح هنا باللجوء إلى بعض الأطعمة التي تلعب دورا في تحسين المزاج، والحد من التوتر والقلق مثل التمور، الزبادي، الشكولاتة، المكسرات، الموز.
وبحسب فياض فإن الأسماك التي تحتوي على عناصر أوميغا 3، تساعد في تجنب الاضطرابات المزاجية، وتعمل على تقليل الإجهاد اليومي، كما أن الحبوب الكاملة مثل الشوفان وفول الصويا والكينوا وغيرها من الحبوب، إضافة إلى زيت الزيتون والأفوكاد والسبانخ والبيض والجوز، كلها عناصر يجب إدخالها في النظام الغذائي خلال شهر رمضان، نظراً لانعكاساتها الإيجابية على الحالة النفسية للصائم.
وأخيرا دعت فياض الصائمين لشرب ما لا يقل عن ليترين من الماء، خلال الفترة الممتدة من الإفطار وحتى السحور، وذلك لتجنب التأثيرات العصبية السيئة للتجفاف.