لماذا الصمت على “صواريخ هنية”؟
إذا كان الغموض “البناء” حول أي حادثة أو عملية أمنية تستهدف إسرائيل من الجنوب، قد شكّل العنوان في المرحلة الماضية، فإن “الصمت الإعتراضي” على “صواريخ اسماعيل هنية” التي انطلقت من صور في الأسبوع الماضي باتجاه شمال إسرائيل، يصلح لأن يكون عنواناً للمرحلة المقبلة على الجبهة الجنوبية. وهذا ما قرأه المحلل السياسي داوود رمال، في عملية إطلاق عشرات الصواريخ الفلسطينية، في صمت حلفاء “حزب الله” الإعتراضي وليس المؤيد لها، مشيراً إلى مزاج شعبي جنوبي معترض ورافض لأي استباحة لأرض الجنوب واستحضار حقبة ما قبل العام 1982.
ويقول المحلل رمّال في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، إن جولة التصعيد الإسرائيلية والإعتداءات على الجنوب، قد أتت على خلفية التطورات الإقليمية الأخيرة، حيث أن “بنيامين نتنياهو سجّل اعتراضه على اتفاق السعودية وإيران، الذي أدى إلى تحولات في المنطقة، من خلال تصعيد وتكثيف الغارات الجوية على سوريا، والتي تحولت إلى شبه يومية وإلى خسائر في صفوف إيران وحزب الله”.
وأوضح رمّال أنه نظراً ل”محدودية” القدرة على الجبهة السورية للردّ على إسرائيل، لأن ضابط الإيقاع فيها هو”الضابط الروسي”، الذي يحدد الرد وطبيعته، كان القرار بتنشيط جبهة الجنوب، إنما على قاعدة إعادة الإعتبار إلى قواعد الإشتباك القائمة وليس قواعد الإشتباك الجديدة التي يحددها نتنياهو.
أمّا المعضلة، بحسب رمّال، هي أن قواعد الإشتباك من الناحية الفعلية هي بإدارة “حزب الله”، ولكن إدخال العامل الفلسطيني يقلب كل الموازين التي تمّ تثبيتها منذ ما بعد الإجتياح الإسرائيلي في العام 1982 إلى اليوم، والتي تقضي بأن لا تُستخدم ساحة الجنوب من أي جهة غير لبنانية”.
وبالتالي، فإن صمت حلفاء الحزب هو للإعتراض كما أضاف رمّال الذي أمل أن يكون الحزب انتبه إلى هذه المسألة، خصوصاً على مستوى الجنوبيين الذين يرفضون استباحة أرضهم من قبل فصيل فلسطيني وخصوصاً حركة “حماس” كفصيل إسلامي، نظراً إلى التجربة المؤلمة التي عاشوها في العام 1982 ولأنهم يرفضون العودة إلى ما قبل 1982 عبر إطلاق صواريخ عمياء مجهولة أو معروفة المصدر ثم تردّ عليها إسرائيل بقصف الجنوب.
ومن هنا، اعتبر رمّال أنه إذا كانت نية الحزب، العودة إلى تثبيت قواعد الإشتباك وفق القرار الدولي 1701 ، فقد حصلت إتصالات على مستوى دولي رفيع من أجل تكريس ذلك، مؤكداً أن تكرار عملية إطلاق الصواريخ تحت العنوان الفلسطيني سيكون كارثةً على لبنان.
ورداً على سؤال عن احتمال تصعيد الغارات الإسرائلية على سوريا، لفت رمّال، إلى اتصالات على أكثر من مستوى دولي ومحلي، كرّست معادلة 1701 ، كما أن بيان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، والذي “زان” فيه تعابيره وكل كلمة فيه، سوف يساهم في تراجع إمكانية قصف الطيران الإسرائيلي لسوريا من الأجواء اللبنانية، مشدداً على ضرورة سحب هذه الذريعة و”إلاّ فإن إعادة احتمال إطلاق الصواريخ من الجنوب، سيبقى وارداً”.
وخلص رمّال إلى أن الأولوية اليوم هي لعدم استباحة ساحة الجنوب، من قبل أي فصيل مسلّح غير لبناني، خصوصاً في ضوء الإشكالية القائمة حول سلاح فريقٍ لبناني، فكيف سيكون الحال بالنسبة لفريق غير لبناني؟
ليبانون ديبايت
لمشاهدة المزيد اضغط هنا