فضل الله: لن نبني وطنًا إلا عندما تتوحّد جهودنا
أكّد العلامة السيد علي فضل الله “أنّنا عانينا ونعاني من كل واقعنا عندما انغلقنا على أنانياتنا الذاتية والطائفية والمذهبية والسياسية والحزبية عندما جزأنا إنسانيتنا”.
وخلال حفل إفطار، قال: “أنا أتألم لألم أبناء طائفتي أحزن لابن مذهبي أو موقعي السياسي ولا أتألم ولا أحزن لما يعاني منه الآخرون، وحتى عندما نطالب فأنا أطالب لجماعتي لا للآخرين”.
وأضاف، “حتى صار منطقنا: المهم أن أسلم أنا أو تسلم طائفتي أو مذهبي أو جماعتي وبعد ذلك الطوفان. بالله عليكم لو كان الأنبياء حاضرين معنا في ساحاتنا هل كانوا سيفكرون بهذا المنطق؟ هم لم يفكروا بذلك”.
وتابع، “لن نسلم نحن ولا الطائفة ولا المذهب إن لم يسلم الآخرون الذين يعيشون معنا في الوطن، إن لم يعيشوا إنسانيتهم فالوطن لا يقوم إلا بكل طوائفه ومذاهبه. هو لا يقوم على الغبن أو على صراع المصالح والنفوذ والمكاسب”.
ولفت فضل الله إلى أنّ “مشكلتنا هي أننا حوّلنا طوائفنا ومذاهبنا ومواقفنا السياسية إلى قبائل متنازعة متصارعة، كل قبيلة تفكّر في حساباتها لها أجندتها الداخلية والخارجية ولها سياستها وأمنها وهي تسعى إلى غزو القبيلة الأخرى عندما تسنح لها فرصة الانقضاض عليها لتحصل منها على الأسلاب والمغانم أو للثأر لنزاعات حصلت في التاريخ ولا يراد لها أن تنسى ويبدو أن هذا الوضع سيبقى سائدا في المستقبل ما دمنا على هذا الحال”.
ورأى “أنّنا لن نستطيع أن نبني وطنا ونخرج من أزماتنا إلا عندما تتوحّد جهودنا وطاقاتنا ويفكّر الجميع لحسابات الوطن ويعملون لحساب إنسانه كل إنسانه”.
واعتبر أنّه “لن يسلم ولن يبنى إذا بقي كل يفكر بإطاره الخاص ومصالح طائفته أو مذهبه أو موقعه السياسي مؤكداً أن الوطن ينهض بوحدتنا فالوحدة هي سر وجودنا وقوتنا وبدونها لن نستطيع إعادة إعمار أي شيء أو إصلاح أي شأن من شؤوننا وسيتحول شعبنا إلى نتف وأشلاء تحكمها جماعات متصارعة تتوزع الولاء لكل قوي وطامع لذا فإن هذه الوحدة هي من المقدسات التي لا يجوز التفريط بها”.
وختم فضل الله بالقول: “نريد لكلّ هذه القيم الإنسانية ولكل هذا التاريخ الجميل أن يتعمّق في النفوس وأن تشتدّ اللحمة بين أبناء هذه القرى جميعًا وأن يستمرّ التكافل الاجتماعي الذي نعيش الكثير من مظاهره في كل بلدة رفعا للمعاناة التي أنتجتها طبقة سياسية لم تُحسِن إدارة هذا الوطن وعاثت فيه فساداً وهدراً ومحاصصات”.
ليبانون ديبايت
لمشاهدة المزيد اضغط هنا