هل عاد الإستحقاق الرئاسي إلى نقطة الصفر؟
بصرف النظر عن التكهّنات والتفسيرات للتناغم الواضح الذي عاد إلى الواجهة ما بين مكوّنات فريق 8 آذار على اختلاف طوائفها واتجاهاتها “الرئاسية”، فإن الثابت أن القلق يتنامى من المجهول الذي ينتظر الساحة اللبنانية، والذي عبّر عنه رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، في قراءة واقعية للحظة الداخلية المأزومة. وعليه، فإن الإنزلاق في التشاؤم “الجنبلاطي”، ليس سوى استشعار بما يهدِّد لبنان واللبنانيين في المدى الزمني المنظور، بدلالة السعي إلى تدوير زوايا الخلاف الداخلي، وبالتالي، إدارة الفراغ على كل المستويات.
ولا تخفي أوساط نيابية على تماس مع الحراك اللبناني في فرنسا، خشيتها من أن يكون الإعلان الفرنسي عن عدم وجود مرشّح رئاسي مدعوم من باريس في بيروت، إقراراً بدخول الحراك الذي يقوده الرئيس إيمانويل ماكرون، نفقاً مظلماً، وبأن ما من خيارٍ أول أو ثاني أو ثالث أو رابع حتى… لدى فرنسا.
ورداً على سؤالٍ لـ”ليبانون ديبايت”، حول خلفيات الموقف الديبلوماسي الفرنسي الأخير، تؤكد هذه الأوساط، أن الساحة الداخلية تقف أمام منعطف دقيق، وليس فقط على الصعيد السياسي وتحديداً الرئاسي، حيث لا مكان لمشاورات ومبادرات “ممجوجة” ونقاش وضمانات ووعود بالإصلاح ونقل لبنان من جحيم الإنهيار إلى ضفة الإنقاذ، وقد عكس هذه “المرارة” خطاب استعادة مفردات حقبات سابقة من الصراع الداخلي، ومن التوترات الأمنية المشبوهة.
ومن هنا، تقول هذه الأوساط، أن الحراك الفرنسي قد بات في موقع صعب بعدما استمعت باريس إلى مجمل الأصوات اللبنانية، وتوصلت أخيراً إلى قناعةٍ راسخة بأن الإستحقاق الرئاسي قد عاد إلى نقطة الصفر، بعدما تراجعت مرتبته على الروزنامة الدولية، بسبب تقدم الصراعات العسكرية والمواجهات في المنطقة على الملف اللبناني المعقد، والذي تتشابك فيه عمليات تصفية الحسابات السياسية مع المصلحة العامة للبلاد، ما ينذر بالذهاب نحو المجهول بكل ما للكلمة من معنى.
إلاّ أن إصرار الخارجية الفرنسية على تبرئة باريس من أي مرشح رئاسي، ينطلق، وكما تشير الأوساط، من قرار بدرس كل الخيارات المتاحة، وبالتالي، توسيع دائرة البحث في إطار “خماسية باريس” حول لبنان، في اللوائح المتعدّدة التي باتت في التداول لدى المرجعيات المحلية، كما لدى الموفدين الخارجيين، وإنما من دون أن يعني ذلك أن الإنفراج قد بات وشيكاً.
ليبانون ديبايت
لمشاهدة المزيد اضغط هنا