باعتراف خدام… ماذا يستطيع فرنجية أن يفعل

باعتراف خدام… ماذا يستطيع فرنجية أن يفعل

لطالما كانت الإنتقادات توجه إلى رئيس تيار المردة على خلفية علاقته بالرئيس السوري بشار الاسد، لكن ذلك لم يحرجه أبداً، لا في عيون حلفائه أو خصومه وظل يجاهر بهذه العلاقة لقناعته بضرورة الإنفتاح على سوريا والعالم العربي لأن سوريا هي رئة لبنان على ذلك العالم.

وما تصويب رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع خلال إطلالته الاعلامية الأخيرة إلا من هذا الباب، وإن اختار أن يستبدل التحكم السوري بتحكم الثنائي الشيعي في كل مفاصل الأمور لو قدّر لفرنجية أن ينتخب رئيسًا.


لكن جعجع على ما يبدو لم يقرأ أو يسمع ما قاله “الخارج عن سلطة النظام السوري” نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام الذي كان الحاكم بأمره في لبنان عندما شكا للرئيس السوري في تلك الفترة حافظ الأسد كيف هاجمه سليمان فرنجية في إحدى المحاضرات، لكن الرئيس الأسد رفض أن يفتح خدام باباً عليه ليهجّره من لبنان، حتى أن خدام توجه إلى المذيع في المقابلة: “أنا كنت نائب رئيس الجمهورية وكان فرنجية أهم مني هل عرفت الآن لماذا خربت سوريا؟”.

فإذا كان فرنجيه لم يساير الحاكم بأمره آنذاك أي نائب الرئيس السوري ولم يخضع ولم يأتمر بأوامره حتى أن خدام إعتبر أنه من المسببين لخراب سوريا، كيف يمكن للثنائي أن يتحكم به؟!

ومن عاصر مرحلة التسعينات إلى اليوم يلمس في الحياة السياسية اللبنانية، أن فرنجية كان يتمتع بطبيعته دائماً بهامش واسع عن حلفائه في علاقاته السياسية، وهناك كثير من المحطات السياسية سواء إبان الوجود السوري أو حتى في الزمن الحالي، تشهد أنه لا يزيح عن قناعته فرغم تشبثه بخياره الإستراتيجي يمارس هذه القناعة حتى لو عاكست مصالح حلفائه وهذا تحديداً ما أفصح عنه خدام في المقابلة المتلفزة.

لذلك فإن الرهان على أن يستمر بهذا الخط الذي واظب عليه طيلة حياته هو الطبيعي إذا وصل إلى سدة الرئاسة فلن يتوانى عن مخالفة حلفائه ويؤيد خصومه في مواقف قد يرى أنها محقة وتعكس المصلحة الوطنية عامة.
Exit mobile version