تمدّد الجبهات… هل نحن على عتبة حرب!
لا تتوقّف الضربات الإسرائيلية لسوريا، لكن في الأيام الأخيرة فُتح الباب على جبهة الجولان، مع العلم أنها ليست المرّة الأولى، لكن الضربة التي جرت ليل الأحد الإثنين هناك تشير التقارير أنها متعلّقة بزيارة مسؤول مخابراتي سوري وآخر تابع لحزب الله إلى المنطقة، فهل انتقلت الجبهة من جنوب لبنان إلى الجنوب السوري وتحديداً الجولان؟
لا يرى المحلّل الإستراتيجي العقيد المتقاعد الدكتور أمين حطيط أن الجبهة انتقلت من الجنوب إلى الجولان بل أن هناك تمدداً إضافياً للجبهات، بعد الحرب الكونية التي بدأت على سوريا وخرق إسرائيل لإتفاقية فض الأشتباك عام 1974، وبالتالي تحريك الجبهة كان نتيجة التدخّل الإسرائيلي في الشأن السوري وإمداد إسرائيل للمسلحين والإرهابين بالسلاح والذخيرة عبر الجولان، وكذلك استقبال الإرهابيين في المؤسسات الإسرائيلية، وبالتالي تغيّر طبيعة الميدان في الجولان المحتل كان بسبب المبادرة الإسرائيلية للتنصّل من الإتفاقات.
واعتبر أن تحريك هذه الجبهة قامت به إسرائيل وبالتالي فإن محور الممانعة يتعاطى مع الواقع المستجد.
وهل يمكن لهذا الواقع أن يؤشّر إلى حرب محتملة على الجبهة اللبنانية أو السورية؟ يرى أنه ليس هناك من مؤكّدات على حرب شاملة، فعندما نتحدّث عن العدو الإسرائيلي لا بدّ أن نتذكّر المقولة المشهورة “العدو إما في حرب أو في حالة استعداد للحرب”.
ويسأل هل ما يجري من إحتكاكات أو أعمال ميدانية في داخل فلسطين المحتلة يتوسّع ويشمل المحيط، هذا متوقف على المبادرة الإسرائيلية لأنه المقاومة والمحور اليوم ليسوا بصدد فتح حرب أو المبادرة إلى حرب، لكن إذا أخذت إسرائيل المبادرة إلى حرب فإن محور المقاومة سيعمل وفق منطق جديد هو منطق الجبهات المتعددة.
الصواريخ التي استهدفت الأراضي الفلسطينية المحتلة من جبهة الشمال كان لها غاية، وهي رسالة إعتراضية على ما كان يجري في المسجد الأقصى، وتحذير إسرائيل من مغبة استمرارها في ذلك، مع الإشارة إلى إمكانية فتح الجبهات إذا تطوّرت الأمور نحو حرب شاملة.
والكلام عن إندلاع حرب على الجبهة الجنوبية مع إسرائيل كما تشير بعض التحليلات؟ يعتبر أن هذا الكلام فيه شيئ من المبالغة، ويلفت إلى أن الأمور طبيعية عادية ولكنها ليست على عتبة حرب.
ولا يستبعد أي غدر إسرائيلي لأن إسرائيل والعدوان والغدر توائم متلازمة، لذلك ينبغي معها دائماً أخذ الحذر.
وبماذا يمكن أن تستعيض إسرائيل عن الحرب؟ يلفت إلى ما كان حذّر منه سابقاً من الفتن والإغتيالات التي يمكن أن تقوم باسرائيل, فهي تبقى الورقة الأرجح التي يمكن أن تحرّكها اسرائيل في ظل عدم قدرتها على الحرب الشاملة في ظل الظروف القائمة قد تلجأ اسرائيل إلى الورقة التي تحتفظ بها دائماً وتستعملها عند اللزوم وهي ورقة الفتن والإغتيالات.