ما بين التيار والقوات حوار… ولكن!
بعد أن أعلن أمس النائب فادي كرم أن الإتصالات لا تزال قائمة مع التيار الوطني الحر بغية التوافق على رئيس للجمهورية اللبنانية، مؤكداً أن رئيس التيار جبران باسيل “لم يُفلت يد حزب الله، لكنه يريد إنهاء مرحلة ترشيح فرنجية لإعادة تنشيط التواصل مع الحزب”. نتساءل عن صحة هذا الأمر في وقت يصعّد فيه باسيل الكلام ضد الحزب متّهماً مرشحه بالفساد؟
في هذا السياق، أكد النائب شربل مارون أن “هذا الكلام غير صحيح، فالجميع يعلم أننا أنجزنا وثيقة تفاهم مكتوبة وطلبنا من اللبنانيين كافة الإنضمام إليها لتصبح وثيقة وطنية، لأنه لا يدوم إلاّ الحوار، فالكلام الشعبوي خلال الأزمات لا يؤدي الى التوافق، ولا يمكننا المزايدة من خلاله في هذه الظروف التي نمر بها، وعلينا جميعاً الإحتكام إلى الحوار، وكفى مزايدات”.
وتابع في حديث إلى “ليبانون ديبايت” إنتاج رئيس للجمهورية يتطلّب توافق كتل عدّة مع بعضها البعض كي تتمكّن من إنتاج إسم معيّن، لذا شكّل التيار الوطني الحر في تموز الماضي وفوداً زارت الكتل النيابية كافة بهدف محاربة الفراغ، وقدّمنا الأولويات الرئاسية الخاصة بنا بهدف التحاور مع الجميع، وعلى الرغم من الكلام الإيجابي لم يقبلوا التوافق على رئيس، فوصلنا إلى الفراغ”.
وأوضح, “نحن نطالب برئيس يملك الحد الأدنى من التوافق، كي يتم إحتضانه من الجميع وليس محاربته. ولا يمكن فرض رئيس تصادمي على أي طرفٍ من الأطراف، نريد رئيساً يملك القدرة، لو بالحد الأدنى، على إسقاط المنظومة التي أعاثت في البلاد فساداً”.
وأكّد مارون, أن “الوزير باسيل لم يقل كلام الزميل فادي كرم، إنّما دعا الأطراف كافة إلى التوافق في مرحلة صعبة جداً كي نتساعد على إنجاز الإستحقاق. فنحن كتيار تنازلنا عن حقنا، كأكبر كتلة مسيحية، بتسمية رئيس للجمهورية سعياً منا لتسهيل الإستحقاق”. فلا يمكن إنتاج رئيس تحد في هذه الظروف ولا يمكن المزايدة على بعضنا البعض لبناء وطن”.
وأردف بالقول: “النائب كرم، لا يمكنه إحراجنا لأننا إيجابيون في كل ما يُعرض علينا وكان لصالح البلد، نحن مع أي رئيس يملك خطة نهوض تمكّنه من مواجهة منظومة الفساد ويعمل على تنشيط سكة المحاسبة”.
وختم مؤكداً, أن “علاقة التيار بحزب الله يحكمها الحوار ثم الحوار، ونحن لدينا نظرتنا للأمور وهم لديهم نظرتهم والحوار يؤدي دائماً إلى تقريب وجهات النظر”.