مبادرة رئاسية جديدة على الأبواب
بعد مرور ستة أشهر على استمرار الشغور الرئاسي، كشف النائب المستقلّ غسان سكاف في حديث لـ”نداء الوطن” أنّ هناك “مبادرة رئاسية جديدة قيد الإعداد، تهدف الى الاتفاق على مرشّحَين اثنين حصراً لرئاسة الجمهورية في الجلسة الانتخابية المقبلة، متى تدعو رئاسة مجلس النواب اليها في أسرع وقت”.
سكاف الذي كان في عداد الوفد النيابي الذي جال في الاسابيع القليلة الماضية على كلّ من استوكهولم وبروكسل وواشنطن، تحدّث أيضاً عن أبرز الملفات التي ناقشها الوفد في جولته الخارجية، ولاسيما أزمات النزوح والرئاسة إضافة الى شؤون تربوية وصحية وأمنية.
التمادي الفرنسي رئاسياً
سكاف الذي شدد على أهمية إنهاء الفراغ الرئاسي، قال: “خلال جولتنا الخارجية سمعنا من الجميع هذه العبارة “ساعدوا أنفسكم ونحن نساعدكم”، وجزمت مختلف الأطراف التي التقيناها بأنها ترغب بوصول أي مرشح من دون فرضٍ من قبل أي فريق سياسي، أي بطريقة ديمقراطية وبرضى لبنانيّ، وشددت على رفضها لأي تدخّل خارجي في هذا الاستحقاق اللبنانيّ، وسمعنا من بعض مراكز القرار في واشنطن حديثاً عن أن فرنسا قد تكون تمادت بالتفويض الأميركي المعطى لها بشأن الملف الرئاسي اللبناني”.
لا رئيس بالإكراه
وتابع سكاف: “الإدارة الأميركية طلبت منا كنوّاب عن الأمّة إنجاز الاستحقاق الرئاسي داخلياً قبل أن ندخل في مخاطر جديدة لن نتمكن من الخروج منها، ووعدت بالدّعم بعد انتخاب رئيس جديد للبلاد”.
أضاف: “وقد أكدت لنا أن انتخاب رئيس جديد للجمهورية أولويّة، وثمّة تواصل أميركي – فرنسيّ في ما خصّ الاستحقاق الرئاسيّ، ونحن عبّرنا عن استغرابنا حيال ما سمعناه عن تبنّي فرنسا ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة، وكلّ ما قلناه إننا نعيش في ظل ديمقراطية والمصلحة تقتضي انتخاب الرئيس لا تعيينه. كما سألونا عن سبب الاهتمام الفرنسي باسم فرنجية، ولمسنا عدم ارتياح أميركي للطرح الفرنسي القائم”.
وأردف: ” نحن نرفض أن نفرض مرشّحنا ميشال معّوض لرئاسة الجمهورية، كما نرفض أن يفرض علينا الطرف الآخر اسم سليمان فرنجيّة”.
المبادرة الجديدة
وعن المبادرة الرئاسية الجديدة، قال سكاف لـ “نداء الوطن”: “المبادرة الأولى كانت بالتواصل مع كل الأفرقاء السياسيين من أجل التوصّل الى مرشّح واحد تقبل به الأكثرية المعارضة وذلك تجنباً لتعطيل النصاب وكان معوّض هو الاسم”.
وتابع: “ولكن اليوم، وبعد 6 أشهر من الشغور، باشرت أنا بطرح مبادرة ثانية وجديدة على أمل أن تكون الأخيرة، وهي تهدف الى إلغاء الأوراق البيضاء والمرشحين الوهميين والشعارات، وإنهاء حال التردّد لدى بعض النوّاب، وحصر الترشح بشخصيتين لا ثالث لهما، طالما أن فريق الممانعة قرّر ترشيح سليمان فرنجيّة”.
أضاف: “هناك عدد من النواب المتردّدين ونعمل معهم على الاتفاق حول اسم جديد يحظى بقبول كل اطياف المعارضة النيابيّة. وقد آن الأوان للمتردّدين لاختيار مرشحهم الأنسب، على أمل أن تنتهي الجلسة بانتخاب رئيس، ونعمل معه بغض النظر عن هويته وذلك بهدف إنقاذ لبنان”.
وشرح سكاف أنّه “في اليومين المقبلين ستكون هناك اجتماعات مكثفة مع الخصوم والأصدقاء والحلفاء، ونهاية الأسبوع ستتبلور المبادرة، ومن الوارد جداً أن يكون صلاح حنين اسمنا كمرشّح بوجه سليمان فرنجية في الجلسة الانتخابية المقبلة، والاتصالات المرتقبة ستحدّد بشكل رسمي ونهائي اسم المرشح الذي يتمتع بالفرصة الأوفر لمواجهة فرنجية”.
لا لحرق الأسماء
وأردف سكاف: “ثمّة تكتيك لعدم حرق الأسماء، لا نريد طرح أسماء لا تحظى بالإجماع اللازم لدى المعارضة”، مشدداً على أن “طرح أي اسم ثالث، له انعكاساته السلبيّة في ما خص الاستحقاق الدستوريّ، وهو يخدم الفريق الآخر ويؤمّن له الفوز”.
حنين بوجه فرنجية
وعن احتمال ان يكون سيناريو الجلسة المقبلة هو ان تنحصر المنافسة بين حنين وفرنجية، قال سكاف: “خلافاً للجلسات السابقة حيث كان هناك مرشح واحد معلن، الهدف اليوم يكمن بتأمين النصاب، واعلان كل طرف اسم مرشحه، واتوقع ان تكون المنافسة عالقة على عددٍ ضئيل من الأصوات”.
الجولة النيابية الغربيّة
في ما يتعلّق بالجولة الأوروبية – الأميركية الأخيرة للوفد النيابي اللبناني، وصفها سكاف بأنّها “كانت ممتازة، ونتائجها إيجابية، بحيث بات بإمكاننا وضع خارطة طريق لكيفيّة الخروج من الانهيار المالي الذي نحن به”.
وقال لـ”نداء الوطن”: “خلال زيارتنا الأخيرة لواشنطن اجتمعنا مع ممثلين عن صندوق النقد الدولي، والبنك الدوليّ، ومعهد بحوث ويلسن ومعهد الشرق الأوسط ومع أركان بارزة من الإدارة الأميركية ومن الكونغرس والخارجية الأميركية ومجلس الشيوخ وحملت شخصياً ملف النزوح السوري والملف الصحيّ”.
وتابع: “كان الجانب الأميركي أكثر إيجابيةً من الجانب الأوروبي حيال ملف النزوح، لأن الاتحاد الأوروبي كان متمسكاً نوعاً ما ببقاء النازحين ودعمهم لكي لا يكونوا عبئاً على الدولة اللبنانيّة، ولذلك قلنا لهم إن دعمهم المالي للنازحين بات سيفاً ذا حدّين لأنه يحول دون عودتهم”.
واعتبر سكاف أن “أزمة النزوح السوري أثرت كثيراً على لبنان في كل القطاعات المالية والاقتصادية والصحية ونخشى ما نخشاه في حال تفاقمت أن تؤثر بشكلٍ كليّ ومباشر على الملف الأمني”.
وتابع: “لم تذكر واشطن التنسيق مع نظام بشار الأسد في ما خص إعادة النازحين بل قالت إنه على الحكومة اللبنانية توفير العودة الآمنة لهم”.
وعن الدعم المالي الأوروبي المستمرّ للنازحين، قال: “خلال جولتنا الأوروبية تمّ ابلاغنا عن قرار أوروبي مرتقب قد ينصّ على ما يسمّى بـ “تسكير حنفية المساعدات المالية للنازحين” ممّا قد يساهم بعودتهم طوعاً الى بلادهم”.
الدعم المالي
وفي الملف الاقتصادي، شدد سكاف على أن “القطاعين التربوي والصحي هما الأهم لدى البنك الدولي، أما بالنسبة للكونغرس فالملف الأمني هو أولوية، لذلك رصد 16.5 مليون دولار للقوى الأمنية و60 مليون دولار للجيش اللبناني للستة أشهر المقبلة”.
وأعلن عن “مشروع لدعم القطاع التربويَّ والأساتذة بشكل خاص سيبصر النور في كانون الأول المقبل وهو مموّل بشكل كليّ من البنك الدولي”.
سكاف الذي لم يخفِ أن الجولة النيابية الخارجية، وعلى الرغم من إيجابياتها، لن تتبلور نتائجها الآن في ظل هذا الركود السياسي الحاصل وستظهر مفاعيلها بعد انتخاب الرئيس المقبل للبلاد، ختم معلناً عن مشروع لاستكمالها بجولةٍ خليجيةٍ مرتقبةٍ يمكن أن تكون فردية غير جامعة، وزيارة نيابيّة جامعة الى العاصمة الألمانية برلين والتي سيبحث فيها أيضاً ملف أزمة النزوح السوري.
ريشار حرفوش – “نداء الوطن”