السيد نصرالله :فقدان العقل الاستراتيجي هي مشكلة لدى البعض في لبنان “
أكّد الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله في الاحتفال الذي يقيمه حزب الله بمناسبة الذكرى السنوية السابعة لاستشهاد مصطفى بدر الدين, أنَّ “غالبًا ما يتأثر لبنان بالقضايا والتطورات والأحداث في المنطقة والإنسان يجب أن يقارب الوقائع بصدقية ولا يتهرب منها”.
وأضاف, “هناك مشكلة في لبنان مثل ما يُبتلى به البعض من ضيق الأفق والحسابات الضيقة والانفصال عن الواقع والتنكر للتطورات, الانسان يجب أن يقارب بالوقائع بصدقية لا أن يعيش في احلامه وأمانيه، ويجب أن يربط الاحداث ببعضها البعض ويستفيد من هذه الاحداث لخدمة الاهداف الشريفة, فقدان العقل الاستراتيجي هي مشكلة لدى البعض في لبنان والمنطقة”.
وتابع, “عام 1982 الذين اعتقدوا ان لبنان دخل في العصر الاسرائيلي ولن يخرج منه سرعان ما تبين أن خياراتهم خاطئة, وكل خطابهم وثقافتهم وتركيبتهم النفسية انهارت لأنها بنيت على حسابات وفهم خاطئ, وذات الأمر حصل مع الأحداث في سوريا، فهموا خطأ وقدّروا وراهنوا خطأ وذهبوا الى خيارات خطأ وبالتالي وصلوا الى ما حصل اليوم”.
وحول المعركة في غزة, أشار نصرالله إلى أنَّ, “الذي بدا العدوان هو نتنياهو، الاسرائيلي هو دائمًا في موقع المعتدي، وأصل وجوده على أرض فلسطين والجولان ومزارع شبعا هو اعـتداء على الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين وشعوب المنطقة وكل شرفاء العالم، العدوان بدأه نتنياهو باغتيال الشهداء القادة والعالم غض النظر عن جريمة اغتيال 7 من النساء والأطفال”.
ولفت إلى أنَّ, “في السابق قتلت إسرائيل قائدنا السيد عباس مع زوجتهه وطفله حسين, المؤسف هو استمرار هذا الصمت العالمي بل الولايات المتحدة الأميركية عملت على منع اصدار بيانه لـ”اسرائيل”, وظنَّ نتنياهو أن الجهاد ستصاب قيادتها السياسية بالضعف وتقبل بأول عرض لوقف اطلاق النار وهكذا يعتقد نتنياهو أنه قضى على القيادة العسكرية ورمم الردع مع غزة وأنه يرسل رسائل الى كل الجبهات ويعود الى سياسة الاغتيالات, ويُسجل التعاطي الهادئ والحكيم لقيادة الجهاد الاسلامي”.
وقال نصرالله: “يُسجّل للمقاومة اطلاق الصواريخ والتداوم الى اليوم ووصول بعضها الى تل أبيب واليوم القدس والتنسيق السياسي والميداني وصمود المقاتلين وأداؤهم الرائع وصمود ومواقف أهل غزة كبارهم وصغارهم وصمود القيادة السياسية للمقاومة أمام الضغوط, وهي ضغوط منذ اللحظات الأولى للاغتيال لوقف اطلاق النار, وعندما تقاتل المقاومة في مثل هذه الحالات صحيح هناك أدبيات انتقام لكن جوهر الموقف هو حماية الباقين والدفاع عن كرامة وأعراض ووجود وحياة وسلامة الباقين لأن السكوت عن قتل الشهداء سيبقي الأبواب مفتوحة لقتل الباقين والمعركة هنا هي معركة الحماية والضمان والأمن”.
وأضاف, “ما يحصل اليوم يثبّت للعدو أن أي عملية اغتيال في المستقبل لأي مجاهد أو قائد في غزة لن يمر وسيؤدي الى مـواجهة واسعة كما حصل الآن”.
وعن الملف السوري, أكّد نصرالله أنَّ, “سوريا لم تغير موقفها ولا استراتيجيتها ولا محورها, والمتنافسون في تركيا يتنافسون على تقديم خيارات يبدو أنها هي المقبولة لدى الشعب التركي وترتبط بحل الموضوع مع سوريا والحل السياسي معها، اليوم سوريا التي انتصرت حاضرة بقوة في الانتخابات التركية”.
وتابع, “في ظل المقاطعة العربية كان شرط سوريا للعودة إلى الحضن العربي هو قطع علاقتها مع إيران ليأتي رئيسي ويؤكد عمق العلاقة بين البلدين وأن سوريا لم ولن تغيّر موقفها”.
واستكمل, “نحن مع كل تطور إيجابي حول سوريا ونحن من نتلقى التبريك بكل نصر معنوي وسياسي وعسكري لسوريا, ونرى في كل تقدم وتعاف ونصر لسوريا وجوه شهدائنا وتضحياتهم وغربتنا يوم انتقدنا العالم لخيار دعم سوريا”.