تغيّر في موازين القوى… الورقة اللبنانية سُلِّمت لطهران

تغيّر في موازين القوى… الورقة اللبنانية سُلِّمت لطهران

لا يبدو أن كلمة السر المنتظرة على مستوى الإستحقاق الرئاسي قد وصلت إلى بيروت، وإن كانت التحركات المتسارعة والتي كان محورها السفير السعودي وليد البخاري في الساعات الأخيرة، تشي باقتراب هذه اللحظة، وذلك بعدما أرخى اللقاء الصباحي المفاجىء بين البخاري ورئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية صباحاً في اليرزة، بظلالٍ مثقلة بعلامات الإستفهام والأسئلة حول مستقبل ترشيح فرنجية وموقف المملكة منه.

ولم يقرأ النائب السابق الدكتور فارس سعيد، في الحراك الرئاسي المتعدد الإتجاهات أو في ارتفاع حظوظ انتخاب رئيس “المردة”، إلاّ ترجمةً ونتيجةً لنضوج معادلة توزيع النفوذ في سوريا ولبنان على حدٍ سواء، وإطلاق رسالة إيرانية واضحة من البلدين أولاً باتجاه السعودية للقول إن “أمن جنوب السعودية في مقابل منطقة النفوذ السورية واللبنانية، وثانياً باتجاه إسرائيل، للتأكيد على أن ما من وجود لبناني أو سوري على الحدود معها، بل وجود إيراني فقط.

ويكشف الدكتور سعيد لـ”ليبانون ديبايت”، إن تكريس الأمر الواقع وتسليم الورقة اللبنانية لطهران، قد تمّ في 28 نيسان الماضي، خلال زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان لحديقة بلاده في مارون الراس، وسط غياب لافت لأي وزير لبناني أو مسؤول باستثناء وفد من “حزب الله ” وأعضاء اتحاد بلديات بنت جبيل.

ومن هنا يعتبر الدكتور سعيد أن التحدي اليوم أمام معارضي ترشيح فرنجية، يتخطى مواجهة فرنجية إلى مواجهة النفوذ الإيراني، الذي أعلنه عبد اللهيان من الحدود اللبنانية مع إسرائيل، علماً أن الإسرائيليين يتعاملون ومنذ مدة بطريقة واقعية مع هذا النفوذ، إذ قاموا بترسيم الحدود مع الحزب ولكن من حيث الشكل مع الدولة اللبنانية.

وبالتالي، فإن استعادة الجنوب ولبنان والقرار من إيران، هو مسؤولية لبنانية، يقول الدكتور سعيد، وليس مسؤولية سعودية أو أميركية أو فرنسية، عدم مبادرة أي حزب أو فريق معارض، لما قام به عبد اللهيان وما أعلنه في مارون الراس، بينما ينتقدون “القرض الحسن في عمشيت”.

ومع انطلاق قطار التسوية في المنطقة واستئناف العلاقات بين الرياض وطهران وسوريا والدول العربية، لا يرى الدكتور سعيد، أن لبنان قد بقي خارج قطار الحل العربي، لكنه يجزم بأن موازين القوى قد تغيرت، وهذا الواقع واضح من خلال المشهد السياسي الداخلي.

ورداً على سؤال عن موعد انتخاب الرئيس العتيد، يشدد الدكتور سعيد على أن مسار الإستحقاق الرئاسي، مضبوط على الساعة الإقليمية، وسيُنتخب رئيس الجمهورية في حزيران المقبل وفق ما أعلن الرئيس نبيه بري، وتحديداً بعد الإنتخابات التركية في 14 الجاري والقمة العربية في 19 الجاري.

ليبانون ديبايت

Exit mobile version