فضل الله يرفع الصوت: تحمّلوا مسؤوليتكم

فضل الله يرفع الصوت: تحمّلوا مسؤوليتكم

ألقى العلامة السيد علي فضل الله خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيّات العلمائيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وحشد من المؤمنين.

وجاء في خطبته السياسية: “البداية من هذا البلد الذي مع الأسف تستمر حال المراوحة فيه على صعيد انتخاب رئيس للجمهورية، ولم تفلح حتى الآن دعوات التوافق وكل الجهود التي تبذل من الداخل لكسر هذا الجمود والخروج من حال المراوحة القاتلة”.

وأردف، “بعدما أصبح واضحاً عدم استعداد أي من الأفرقاء السياسيين للتنازل عن خياره الذي أفصح عنه أو الذي لم يفصح عنه حتى الآن، فيما لم يتقدم أي منهم خطوة للتلاقي مع الآخرين، ولكن يبقى الأمل أن تنعكس أجواء التبريد التي تحصل في المنطقة بشائر تخرج البلد من حالة المراوحة القاتلة على هذا الصعيد”.

وأردف، “لقد أصبح واضحاً مدى التداعيات الخطيرة التي تحصل إن بقي البلد يعاني الفراغ بفعل الأزمات التي تعصف به التي باتت أكبر من طاقة اللّبنانيين على التحمل والتي لا يمكن أن تعالج بحكومة تصريف أعمال، إن على الصعيد المعيشي والحياتي والذي يتفاقم يوماً بعد يوم أو الشلل الذي أصاب أكثر مؤسسات الدولة وبات يهدد كيانها أو النزيف المستمر في مالية الدولة والتي تكاد تنفذ”.

وأوضح أنّ “هذا الأمر قد يؤدي إلى عدم قدرة الدولة على الوفاء بالتزاماتها أو ملف النازحين السوريين الذي بات هاجس اللّبنانيين نظراً لتبعاته عليهم والهواجس والمخاوف من توطينهم والذي تساهم المنظمات التي ترعاهم في إثارته أو خلق الحساسية بينهم وبين اللبنانيين، أو في ملف المودعين، واليأس والتيئيس الذي بات يشعر به هؤلاء من ضياع ودائعهم والخوف المستمر من انفلات الوضع الأمني بفعل استمرار التوتر على الصعيد السياسي أو فقدان الدولة لهيبتها”.

وقال: “من هنا، فإننا نعيد رفع الصوت لكل الذين يمتلكون قرار هذا البلد، بأن يتحملوا مسؤوليتهم بإزالة العقبات التي لا تزال ماثلة أمام إنجاز الاستحقاق الرئاسي المنشود وتحقيق التوافق على هذا الصعيد، وفتح الباب واسعاً لإنجاح أي مبادرات للحل”.

وأضاف، “كنا قلنا سابقاً لا نريد أي رئيس وبأي شروط، بل نريده رئيساً يملك الكفاءة والمصداقية والشجاعة وجامعاً للبنانيين وقادراً على الإمساك بدفة السفينة وسط الأمواج العاتية وفي هذه المرحلة الاستثنائية والصعبة، وأن يواكب بحكومة تنهض بالواقع الاقتصادي والنقدي وتقوم بإصلاحات باتت ضرورة لاستعادة ثقة اللّبنانيين بوطنهم وثقة العالم به ومدّ يده إليه”.

أمّا على الصعيد العربي، فرحّب بـ “موقف وزراء خارجية الدول العربية بعودة سوريا إلى حضن الجامعة العربية، ما يطوي صفحة الخلافات التي تركت آثاراً دامية على الجسد السوري، ويساهم ذلك بتعزيز الموقف العربي وتسليحه بالقدرة على مواجهة تحديات الخارج الذي عمل وطوال السنوات على ترسيخ هذه الانقسامات لتبقى هذه المنطقة بقرة حلوب يستغل مواردها ليكون الكيان الصهيوني هو ملجأ الجميع والأقوى في المنطقة”.

وأمل أن “يؤدي مسار هذا التقارب إلى ترسيخ العمل العربي المشترك داعين هذا العالم أن لا يستهين بقدراته وإمكاناته وحاجة العالم الدولي إليه”.

وتوقّف “عند المجزرة التي أقدم عليها العدو الصهيوني في غزة والتي لم تقف عند استهداف القادة في المقاومة بل إلى قتل النساء والأطفال، ومع الأسف حصل ذلك تحت عين هذا العالم المتحضر الذي لم يرف له جفن لهذا المشهد المأسوي بل هناك من برر للعدو جريمته”.

وقال فضل الله: “لقد أراد العدو من خلال ذلك أن يستعيد صورة الردع لديه والتي اعترف قادة العدو بتآكلها فكانت هذه الضربة للمقاومة والشعب الفلسطيني لترميم هذه الصورة، لكن جاء رد المقاومة الفلسطينية ليؤكد مجدداً حالة الاقتدار والإرادة التي تتمتع بها رغم عدم التكافؤ في الإمكانيات بفعل ثبات المجاهدين والقدرات التي وفروها، والاحتضان الشعبي الذي يحظون به رغم معاناة هذا الشعب وجراحه وآلامه، ما أربك كيان العدو، فبدا عاجزاً عن حسم المعركة لحسابه وتحقيق هدف اعتداءاته، وجعله يقدم وبهمجية على ضرب بيوت المدنيين واستهداف الآمنين، بعدما عجز مجدداً عن مواجهة المقاومة في الميدان”.

وأضاف، “إننا نشد على أيدي المقاومين الفلسطينيين واستبسالهم، الذين يقدمون مجدداً دروساً في الاستعداد للاستشهاد وبذل الغالي والرخيص من أجل استعادة أرضهم ومنع العدو من استباحتها، ونحن على ثقة بأن هذا الشعب المجاهد الصابر المعطاء قادر على أن ينجب قادة يتابعون المسيرة ويحققون أهداف شعبهم التواق إلى الحرية والإمساك بقراره”.

ودعا “العالم العربي والإسلامي وكل أحرار العالم إلى أن لا يقفوا مكتوفي اليدين أمام ما يعاني منه الشعب الفلسطيني من غطرسة هذا العدو ومن يقف معه، ومد يد العون إليه وعدم الاكتفاء في ذلك ببيانات التأييد والتبريك بالشهداء والشفاء للجرحى رغم أهميتها”.

وختم مهنئًا “الممرضين والممرضات في يومهم، اليوم العالمي للتمريض، ونشيد بالدور الذي يقومون به والتضحيات التي قدموها، إن واجبنا أن نكرمهم ونقدر عطاءهم بعدما أثبتوا جدارتهم في المراحل الصعبة التي مرت على الوطن”.

ليبانون ديبايت

Exit mobile version