“صمت صارخ”… سوريا “تستغلّ” النازحين لابتزاز “الجيران”!
فجأةً، تراجع الحديث عن أخطار النزوح السوري وغاب التركيز عليه في الخطاب السياسي الداخلي، خصوصاً بعد تشكيل لجنة متابعة عربية لشؤون النازحين في دول الجوار السوري، وغابت المهل والمواعيد التي كان البعض يضربها من أجل وضع ملف النزوح على طاولة البحث إقليمياً ودولياً.
في المقابل، تغيب المواقف السورية أيضاً، ويسجّل صمت من دمشق إزاء هذا الملف الإنساني بالدرجة الأولى، وقد وصفه الكاتب والمحلل السياسي علي حماده بـ “الصمت الصارخ، والذي يقول كل شيء في الموقف السوري من قضية اللجوء، بعدما بات واضحاً أن النظام لا يريد إعادة معظم اللاجئين إن لم يكن كلهم”.
ويتحدث المحلل حماده لـ”ليبانون ديبايت”، عن أسباب “الصمت السوري”، موضحاً أنه يعود إلى “قرارٍ بتغيير المعادلة الديمغرافية في سوريا، والتخلص من عبء ديمغرافي، وعبء طائفي مذهبي، لان غالبية النازحين، هم من الطائفة السنية، وبالتالي، فإن القاعدة هي نسف التوازن الديمغرافي، ونسف التوازن العقاري، أي انتزاع ملكيات عقارية من فئات واسعة من الشعب خصوصاً في المناطق المسمّاة سوريا المفيدة، أي دمشق وجوارها وريفها وحمص وجوارها وريفها ،وحماه وجوارها وريفها، وصولا الى حلب، بالإضافة طبعاً لمنطقة الساحل، بينما الباقي من المناطق فهو غير مهم”.
أمّا الهدف الفعلي، فيعيده حماده إلى “أوهام لدى النظام السوري، بأن قضية النازحين تخدمه ويمكن أن تكون أداة لابتزاز العرب والجيران أي لبنان والأردن وتركيا في مكان آخر، وبالتالي فهو غير مستعجل ولن يستعجل من أجل فتح الأبواب أمام عودة النازحين السوريين”.
وعن الدور السوري في وضع آليات عودة النازحين مع لبنان خصوصاً بعد عودة سوريا إلى الجامعة العربية، وتأثير ذلك على مجمل الملفات المحلية، يؤكد حماده، أن لا تغيير في الموقف السوري، ولا تأثير للنظام السوري في أي ملف في لبنان، معتبراً أنه “وفي أحسن الأحوال، هو عنصر إيذاء وإزعاج وتخريب وخربطة، لكن لا وزن له في القرار المتعلق برئاسة الجمهورية، لا سيما وأن هناك من ورث قوة السوريين في لبنان، وهو حزب الله والقرار للحزب وإيران بالمحصّلة الأخيرة”.
أمّا بالنسبة للتطورات الدراماتيكية والمواقف التي تتحدث عن اقتراب الحسم الرئاسي، يرى حماده، أنه “لا يوجد شيء في لبنان، يسمّى مواعيد ثابتة في السياسة، والفراغ قد ينتهي فجأةً، كما يمكن أن يطول، ولذا فإن من يحدد تواريخ لإنجاز الإستحقاق الرئاسي، أو إنجاز استحقاقٍ آخر، أو فتح ملف النزوح مع دمشق، هو كمن يضرب بالرمل، لأن المسألة ليست فقط داخلية بل إقليمية، وظروفها متحركة، لا سيّما في هذا الظرف الإقليمي المتحول بسرعة كبيرة”.
ويخلص حماده إلى أن “الأمور تراوح مكانها، وبالتالي هناك مرشّح الممانعة وهو سليمان فرنجية، وهناك سعي لتطوير الموقف المعارض لهذا الترشيح عبر ترشيح شخصية تمثل حلاً ومخرجاً حتى للثنائي الشيعي للنزول من شجرة ترشيح فرنجية، ولذلك كل الإحتمالات مفتوحة اليوم”.
ليبانون ديبايت