فضل الله: علينا أن نبقى على حذر
لبّى العلامة السيد علي فضل الله دعوة النائب السابق اسماعيل سكرية لزيارته في منزله في بلدته الفاكهة البقاعية على رأس وفد، بحضور النائب السابق وليد سكرية وعدد من الشخصيات العلمائية والبلدية والثقافية والاختيارية.
بعد كلمة ترحيبية بفضل الله من النائبين السابقين سكرية، ألقى فضل الله كلمة عبّر في بدايتها عن سعادته لإتاحته الفرصة له لوجوده في هذه المنطقة العزيزة على قلبه “وفي هذا المنزل الوطني الجامع وبحضور هذه الوجوه الطيبة”، مشيرًا إلى “رمزية هذا المكان وموقعه في قلب سماحة الوالد لما يحمله من روح الوحدة الوطنية والإسلامية والإنسانية”.
وقال: “ما يربطنا بهذه العائلة الكريمة ليس عواطف وشعارات أو مجاملات كما تعودنا عليها في لبنان بل هي علاقة متينة وصادقة بنيت على الفكر الوحدوي المتأصل في هذه المنطقة والذي يترجم سلوكا وعملا على أرض الواقع”.
وأضاف، “كم نحن بحاجة إلى مثل هذه الروحية الوحدوية وهذا الفكر البعيد عن التعصب والانغلاق والذي يسعى إلى مد الجسور والتركيز على المشتركات على الساحة الإسلامية والوطنية. ندعو إلى تعزيز هذه القيم والمفاهيم التي من خلالها نستطيع أن نبني وطنا لجميع أبنائه”.
ورأى أنّ، “مشكلتنا في هذا البلد للأسف أنّ من يتولّون مواقع المسؤولية فيه ويتعنونون بهذا الدين أو هذا المذهب أو هذه الطائفة أنهم لا يفكرون إلا بمصالحهم الشخصية والخاصة ويعملون لها”.
ولفت فضل الله إلى أنّ، “هذا البلد يتميز بالتنوع الديني والمذهبي والسياسي ولكن للأسف هناك القليل ممن يعمل بقيم هذه الأديان والرسالات التي جاءت من أجل كرامة الإنسانية. وندعو إلى ضرورة تعميق وتأصيل مفاهيم هذه الأديان في واقعنا السياسي وحتى الديني”.
وتابع، “لن نستطيع أن نبني وطنا ونقدر على مواجهة التحديات والأزمات التي نعيشها إلا عندما نقرر ان نخرج من عقلية الطائفة والمذهب إلى عقلية الوطن وإنسانه فالمشكلة لن تحل بانتخاب رئيس أو تشكيل حكومة ما دامت هذه الطبقة السياسة تفكر بهذا المنطق منطق تقاسم الحصص والغنائم وتسعى إلى تكريسه”.
وأشار إلى أنّ، “المواطن اللبناني لا يهمه هوية من يتسلم هذا الموقع السياسي أو ذاك بقدر ما يعنيه ان يكون صادقًا وشفافًا ويعمل لمصلحة الوطن والمواطن محذرًا من أنّ هناك من بنى موقعه وامتيازاته على بث المخاوف والهواجس بين مكونات هذا الوطن”.
وختم فضل الله، “علينا أن نبقى على حذر من عدو يتربص بنا الفرصة لرد الاعتبار لهزائمه فنحن عندما توحدنا استطعنا ان نلحق به الخسائر والهزائم لذلك مسؤوليتنا ان نبقى موحدين وان نحفظ مواقع القوة فيه. وبهذه الروحية يمكن أن نواجه كل التحديات الداخلية والخارجية ونحافظ على وطننا وعلى كل الطاقات الموجودة فيه”