واشنطن تطرح “الإسم المفاجأة” للرئاسة
عادت الضبابية لترسم معالم لوحة الاستحقاق الرئاسي. فرغم دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى ضرورة انجاز الاستحقاق الرئاسي قبل منتصف حزيران المقبل، إلا أن الطروحات المتناقضة لا تشي بأن انتخاب الرئيس أصبح وشيكاً. ولا شك أن المنطقة تذهب نحو التفاهمات، لكن انعكاساتها على لبنان لم تتظهر بعد، بفعل التباين بين دول الاجتماع الخماسي الخاص بلبنان التي تقارب كلّ منها الملف الرئاسي بطريقة مختلفة عن الاخرى، بغياب أي تفاهم حول الأسماء المطروحة. ولا احد يتأمل خيرا من اللقاء الخماسي المتوقع انعقاده في قطر في حزيران المقبل نظرا إلى الخلافات بين الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ومصر حول كيفية حل الأزمة في لبنان والتي تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية.
وتنقل مصادر سياسية لـ”لبنان24″ أجواء أميركية لا تحاكي تطلعات من يريد انتخاب رئيس تيار المرده سليمان فرنجية رئيسا. ففي واشنطن قراءة مفادها لا انتخاب لرئيس حليف لحزب الله وللنظام السوري وإيران، ويأتي ذلك وسط امتعاض أميركي كبير من الانتفاح السعودي على سوريا وما سبقه من قرارات اتخدتها المملكة وجاءت ضد المصالح الغربية( الأميركية والاوروبية). ومع ذلك لا يعني فيتو واشنطن على فرنجية، أن الإدارة الاميركية التي تعرقل وصول فرنجية، تدعم وصول قائد الجيش العماد جوزاف عون أو مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي جهاد ازعور الى سدة الرئاسة، علما أن المصادر نفسها تشير إلى أن مسؤولين قواتيين خلال زيارتهم واشنطن حاولوا الترويج لانتخاب العماد عون رئيسا كمرشح توافقي، فضلا عن أنهم طرحوا اسم الوزير السابق كميل أبو سليمان لخلافة رياض سلامة في حاكمية مصرف لبنان، بيد أنهم لم يتلقوا أي جواب يحاكي ما يأملون به . أما في ما خص الوزير أزعور، فتقول المصادر نفسها إن لقاءات الأخير مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد لم تكن إيجابية، فلم يسمع أي موقف سياسي يمكن الرهان عليه، فضلا عن أن أطراف اخرى تعارض وصوله الى رئاسة الجمهورية، ولا يحظى باهتمام خارجي يمكن أن يدفع الداخل نحو انتخابه.
لا شك أن واشنطن قد فوضت فرنسا في الملف الرئاسي اللبناني، إلا أن المصادر السياسية نفسها، ونقلا عن مسؤولين أميركيين، تشير إلى أن التكليف شارف على نهايته، ومرد ذلك أن ستة اشهر ونيف مضت على الشغور الرئاسي ولم تنجح فرنسا في تقريب وجهات النظر بين المكونات السياسية حول مرشح للرئاسة، فضلا عن أنها دعمت ولا تزال مرشح فريق ضد آخر. ومع ذلك تقول المصادر إن واشنطن لن تضع باريس خارج التسوية التي قد تحصل من أجل لبنان، لا سيما أنها بذلت مساعي طيلة الأشهر الماضية، وبالتالي فإن مكافاتها قد تكون في حاكمية مصرف لبنان.
إذن، الملف الرئاسي ينتظر الكلمة الأميركية وليس السعودية، فالمواقف الأميركية التي نقلتها المصادر السياسية تصب في هذا الاتجاه، مع تأكيد المصادر ردا على سؤال عن المرشح الذي يمكن أن يحظى بدعم وتأييد واشنطن: “الوزير السابق زياد بارود هو المرشح الذي تتطلع إليه الإدارة الاميركية وليس هناك أي فيتو عليه من مصر والسعودية وقطر وحتى فرنسا، والقوى الداخلية لا سيما منها المسيحية والمعارضة تؤيد وصوله، فضلا عن أنه لا يستفز الثنائي الشيعي، مع تشديد المصادر نفسها على أن انتخاب بارود لا يغضب السعودية التي أكدت أنها ستحكم على اداء الرئيس وليست في وارد الدخول في اي استثمارات في لبنان قبل أن يتوضح المسار الذي سيسلكه لبنان على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاصلاحية.
كل شيء وارد، والانتخابات الرئاسية يحكمها الربع الساعة الاخير، لكن حتى الساعة لا يزال الامين عام حزب الله السيد حسن نصر الله ورئيس المجلس النيابي نبيه بري متمسكين بفرنجية ويبديان استعدادا لخوض معركة وصوله إلى قصر بعبدا، ولا تزال المعارضة في حالة تخبط.