لا يغيب تأثير حرب الإغتيالات التي تشنها إسرائيل على قيادات حركة “الجهاد” في قطاع غزة، عن المعادلتين الإقليمية واللبنانية، بحيث تتخطى الصواريخ الإسرائيلية، حدود القطاع لتستهدف التسويات في المنطقة، ومنها الواقع اللبناني وحدوده مع إسرائيل وجبهته الموحدة مع الجبهة الفلسطينية الداخلية. فالتوقيت المشبوه لهذه الحرب الإسرائيلية، ليس منعزلاً عن مسار هذه التسويات في ضوء الإتفاق السعودي – الإيراني.
ومن هذا المنطلق، لا تُخفي مصادر ديبلوماسية مواكبة، توجّسها من التطورات العسكرية في غزة، واحتمالات انعكاساتها على الساحات التي توحّدت أخيراً في المنطقة بوجه إسرائيل، ومن بينها الساحة اللبنانية، والتي بقيت إلى اليوم في منأى عن أية عمليات إطلاق صواريخ من الجنوب باتجاه شمال إسرائيل.
وتعتبر المصادر الديبلوماسية، في حديث لـ”ليبانون ديبايت”، أن التصعيد بين إسرائيل و”الجهاد”، يخفي أهدافاً متصلة بأجندة إسرائيلية تتجاوز الساحة الفلسطينية، وتهدف إلى إدخال المنطقة في أجواء الحرب والتصدي بالتالي للتفاهمات بين طهران والرياض.
وعليه، وعلى الرغم من أن اتفاقاً لوقف النار قد أعلن ليل أمس، فإن الحذر من تجدد الإعتداءات الإسرائيلية وامتداد هذا التصعيد إلى لبنان، يبقى أولويةً، كما تقول المصادر، وهو ما يستلزم قراءةً جيدة لمسار الوضع العسكري في غزة وتركيز إسرائيل على تحييد حركة “حماس” وحصر عدوانها بقيادات “الجهاد”، بالتوازي مع تهديدها المستمر للبنان و”حزب الله”.
وبالتالي، ترى هذه المصادر، أن استخدام الجنوب كساحة لإطلاق الصواريخ، قد كان احتمالاً وارداً، وإن كان الغموض في تحديد طبيعة الردّ، قد طبع المواقف الأخيرة لقيادات الحزب، كما الفصائل الفلسطينية، والتي تحدثت عن أن الردّ على عدوان إسرائيل، سيكون “مؤثراً ومزلزلاً”.