رئيس جمهورية “صُنع في لبنان”
تتضارب القراءات الداخلية للمشهد السياسي المعارض كما المشهد الديبلوماسي، الذي لا يزال محوره السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، حيث يتنامى الحديث عن مناخات مختلفة يجري العمل عليها، وإن كانت المواقف العلنية لا تعكس حقيقة هذه المناخات، على الأقلّ على مستوى الفريق المؤيد لترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، حيث ترى مصادر مسيحية معارضة، تضخيماً للكلام حول “ضغط” يُمارس منذ نحو أسبوعين على القوى المعارضة من أجل الوصول إلى تسوية رئاسية.
وفي حصيلة التفسيرات المتناقضة لمواقف الكتل النيابية التي التقاها السفير السعودي، تقول المصادر المسيحية المعارضة لـ”ليبانون ديبايت”، أن المعادلة الخارجية، وعلى وجه الخصوص الفرنسية، لم تنجح، ولم تعد على الطاولة إلاّ المعادلة الداخلية، والتي لا تبدو حتى اللحظة مستقرةً على سيناريو واضح وذلك في ضوء عدم تحديد أي موعدٍ لجلسة نيابية لانتخاب رئيس الجمهورية.
وفي هذا المجال، تجزم المصادر بأن الإستحقاق الرئاسي اليوم قد خرج من إطار المقايضات والتسويات الخارجية إلى الملعب الداخلي، إذ أصبح انتخاب الرئيس العتيد، مرتبطاً فقط بموازين القوى الداخلي وبمدى قدرة هذه القوى على الخروج من هذا الإستعصاء.
ورداً على سؤال حول حراك المعارضة ومقاربتها لهذا الواقع، تجد المصادر أن كل مكونات المعارضة تواصل التركيز على الخروج من المراوحة، وهي أطلقت دينامية تفاوض مع “التيار الوطني الحر”، علماً أن أية نتائج عملية لم تظهر بعد.
وحول المواقف التي أتت من بعض الكتل النيابية المحسوبة على المعارضة، والتي قد تشي بحقيقة الموقف السعودي من خيار ترشيح فرنجية، مثل كتلة “الإعتدال”، فإن هذه المصادر، لم تنكر ظهور ميل لدى هذه الكتلة لدعم فرنجية، مع العلم أن السفير السعودي تحدث أمام النواب عن مواصلة المملكة النأي بالنفس والحياد الكامل، بالتوازي مع الإعلان عن عدم وجود أي فيتو على أي مرشّح بمعزلٍ عن الأسماء المتداولة.
ومن هنا، فإن الموقف السعودي، قد رسا على اعتبار الرئاسة شأناً سيادياً داخلياً، وبالتالي وكما رفضت إيران رفضت الدخول على خطّ إقناع حليفها “حزب الله” بأي خيار رئاسي، كذلك المملكة، لن تضغط على أي فريق سياسي داخلي وهو ما سيجعل الإتكال اليوم فقط على القوى الداخلية لإنتاج رئيس جمهورية “صُنع في لبنان”.
ليبانون ديبايت